12 أكتوبر.. ذكرى تأسيس كيان انفصالي ولد ميتا

كواليس اليوم: مكتب الرباط
في محاولة لتزييف التاريخ، وكتابته بأقلام الحالمين والغارقين في سبات عميق، يحاول الكيان الوهمي جبهة البوليساريو تصوير ذكرى 12 أكتوبر، كحدث مفصلي في تاريخ الصحراء وساكنتها.
ما يضع هذا الاحتفال إذا استحق هذه التسمية، في حجمه الطبيعي، هو سياق النزاع الحالي، فجبهة البوليساريو، ما زالت تراوح مكانها، تتوسل الاعتراف الدولي، وتحلم بكيان لا أمل في خلقه، أمام حقيقة تاريخية تشهد للمغرب بالسيادة على هذه الرقعة الجغرافية والنفوذ السياسي الذي امتد إلى ما وراء تلك الأقاليم.
ما بين 12 أكتوبر 1975، و12 أكتوبر 2014، مازالت جبهة البوليساريو عند خط الانطلاقة، وهو حلم تأسيس دويلة وهمية مشتتة الولاءات وتعيش على كرامات الآخرين.
في مقابل هذا الواقع المرير الذي يدفع ثمنه سكان مخيمات تيندوف، والأجيال الصاعدة التي تستغلها جبهة البوليساريو كورقة للمساومة، حقق المغرب قفزة نوعية في مجال التنمية، وأحدث قطيعة شاملة مع مغرب ما قبل هذا التاريخ وما بعده.
فبمقارنة بسيطة تنعم حواضر الصحراء مثل العيون، بوجدور، السمارة، والداخلة في بحبوحة من العيش، ويعيش مواطنوها في عالم اليوم مستفيدين من جميع الخدمات، وينعمون بكامل حقوقهم السياسية، وتتحسن أحوالهم المعيشية باستمرار بفضل الديناميكية التي يعيشها المغرب، والجهود التي تبذلها الحكومة، والإصرار الملكي على إعطاء الأولوية التنموية لهذه الأقاليم العزيزة على جميع المغاربة.
هذه الحقيقة المرة لقادة جبهة البوليساريو، وحقائق أخرى، هي ما يفرغ هذا الاحتفال من مضمونه، ويجعله مجرد تاريخ بلا تراكم، وسنوات عجاف بدون أدنى إنجازات.
ورغم كل ذلك فإن الجميع يعرف حقيقة تاريخ 12 أكتوبر 1975، الذي أعلن فيه شرذمة من المتنطعين خروجهم عن إجماع شيوخ القبائل، وركبوا موجة الانفصال التي لم تستقر على حال، بالنظر إلى هشاشة مشروع الانفصال وعدم تأييد غالبية الصحراويين له.
وسيسجل التاريخ أن قرار إحداث البوليساريو، فرض من قبل شرذمة صغيرة فرضت رأيها بقوة السلاح، قبل أن تعود إلى نقطة الصفر. كما سيسجل التاريخ أن ثمن إحداث الكيان الوهمي كان بالدم والحديد، حيث قتل العشرات، واعتقل المئات، وهجر الآف واضطهد وعذب آخرون خدمة لمشروع انفصالي أثبت التاريخ أن ولد ميتا.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني