هل يعي رشيد بلمختار خطورة ما يجري في نيابة التعليم بسلا؟

كواليس اليوم: مكتب الرباط

يبدو أن الحروب التي فتحها نائب وزارة التربية الوطنية بسلا في أكثر من جبهة، ما زالت تثير الكثير من الجدل والتداعيات الخطيرة على الشأن التعليمي بالمدينة، هذا في الوقت الذي وضعت فيه وزارة رشيد بلمختار أذنا من طين وأخرى من عجين، ولم توضح أي موقف لها مما يجري في الساحة التربوية لمدينة سلا.

وفي هذا الصدد، أوضحت مصادر موثوق بها أن مدير ثانوية الحسن الثاني بسلا الجديدة، محمد المنتصر، قرر الخروج عن صمته، بعد الهجوم الذي تعرض له داخل المدرسة من طرف أستاذة أمازيغية راديكالية، وتلفيقها تهما له، مستقوية بالنائب.

وقد بادر المنتصر إلى توجيه رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، يخبره فيها بمجموعة من الاختلالات، ويحمل مسؤولية ما يجري في المدينة إلى النائب أحمد كيكيش.

والتمس مدير المؤسسة، في المراسلة التي يتوفر موقع “كواليس اليوم” على نسخة منها، من الوزير، إيفاد لجنة وزارية للبحث والتقصي في الوضعية التي تعرفها الثانوية، والتي “يتحمل مسؤوليتها في المقام الأول نائب الوزارة”.

واستعرض المدير مجموعة من الوقائع الخطيرة التي تؤشر على مبالاة واستهتار القيمين على الشأن التربوي بمشاكل العاملين بالقطاع، والتي تحولت إلى كرة من جليد، تتعاظم كلما أهملت ولم تحظى باهتمام المسؤولين.

بتاريخ 31.10.2013، تعرض المدير، حسب نص المراسلة، للإهانة والترهيب والتهديد من طرف النائب، بحضور أطر المؤسسة ومفتش تربوي، وصادر حقه في الكلام، لسبب وحيد، يقول المدير، وهو أنه رفض تنفيذ التعليمات المطلقة بمعاملة حاشيته معاملة تفضيلية، والخضوع لمساوماتهم وطلباتهم غير المشروعة، خصوصا تلك التي تهدد حقوق التلاميذ.

مدير المؤسسة التعليمية أكد أن النائب أطلق أيدي أتباعه، وعددهم لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، في المؤسسة يعيثون فيها فسادا ويختلقون المشاكل وينشرون الفوضى والتسيب، ويثيرون النعرات للتفرقة بين الموظفين.

ما أثار استياء المدير ومعه الكثير من مدراء المؤسسات التعليمية بالمدينة، هو أن النائب كان يتجاهل كل المراسلات التي توجه إليه بهذه التجاوزات الخطيرة، بحيث لا يترتب عنها دائما أي إجراء أو أثر، مما كان يشجعهم على المزيد من التسيب والاستهتار بالواجب المهني، ويؤثر، في المقابل، بشكل سلبي على سير العمل بالمؤسسة وأدائها.

وفي المقابل، سجل المدير الاستجابة الفورية لأي وشاية كاذبة لأتباعه، والتي غالبا ما تكون عبارة عن وشايات أو شكايات مكتوبة، تسلم للنائب مباشرة يدا بيد، دونما حاجة إلى المرور عبر السلم الإداري. وفي كل وشاية، كان النائب يأمر بتشكيل لجان على الفور ومطالبتها بموافاته بتقاريرها على وجه الاستعجال.

وأحصى مدير ثانوية الحسن الثاني التأهيلية الكثير من الخروقات والاختلالات الأخرى، ومن بينها تهميش المؤسسة للقضاء على إشعاعها وإرباكها وعدم تسجيل المراسلات التي يوجهها إلى النائب، ورفضه تسليم المدير نسخة من شكاية كدية وجهها ضده الأستاذ عبد المجيد يتهمه فيها بتزوير جدول الحصص، سلمت هي الأخرى يدا بيد من الأستاذ المقرب إلى النائب، علما أن “رفاق” النائب يطلبون أشياء يستحيل القيام بها من المدير، وذلك لضررها البالغ على جودة التعليم في الثانوية، ومنها تقليص الحصص ودمجها لتخفيض أيام العمل.

ولعل آخر حادث استفزازي يتعرض له المدير من طرف إحدى “الرفيقات”، هو التصرف الصادر عن أستاذة، صباح يوم 17 ماي الجاري، والذي يدخل في إطار خطة لاستهداف المدير، قبل أن يفاجأ بسيل من المقالات الصحفية الكاذبة تلفق إليه افتراءات بالسب والشتم، علما أن هناك شهودا على الواقعة ولم يثبت أن المدير، المعروف بهدوء أعصابه، قد تلفظ بها في حق الأستاذة، وإنما كان يأمرها فقط بالتوجه نحو قسمها والشروع في عملها خدمة لمصلحة التلاميذ.

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني