هل تعيد سياسات الحكومة حزب العدالة والتنمية إلى حجمه الطبيعي؟

كواليس اليوم: محمد البودالي

أظهرت عدة مؤشرات في الآونة الأخيرة أن حزب العدالة والتنمية، خسر تعاطف الرأي العام المغربي، كما أن سياسته في عدد من القطاعات والمجالات ستدفع الناخبين إلى البحث عن خيارات سياسية أخرى، تقدم أجوبة ملموسة لمشاكل المغاربة.

فقد أصرت حكومة عبد الإله بنكيران على تمرير قانون التقاعد بكل ما يحمله من تراجعات خطيرة ومس بمكتسبات الطبقة الشغيلة والموظفين الذين حققوا عدة مكتسبات عبر نضالات طويلة، ليأتي رئيس الحكومة ويعصف بها بجرة قلم، كما أن اتجاه الحوار الاجتماعي إلى الفشل يحمل في طياته بوادر توتر جديد بين الحكومة والطبقة العاملة، في ظل إصرار رئيس الحكومة على رفض أهم مطلب للنقابات العمالية وهو الزيادة في الأجور من أجل تحسين القدرة الشرائية لعدة فئات اجتماعية.

قبل هذه الإجراءات، كانت حكومة عبد الإله بن كيران قد أوقفت دعم عدد من المواد الاستهلاكية من خلال خفض الدعم المخصص لصندوق المقاصة، وقامت برفع سعر المحروقات، وتحدثت عن اعتماد آلية للمقايسة، والتي أظهرت أن المغرب من بين أكثر الدول التي تعرف غلاء المحروقات، وذلك بعد أن وصل سعر البرميل من النفط إلى 27 دولار فيما كان سعر اللتر الواحد من الغازاول يقارب الثمانية دراهم، وهو نفس السعر الذي باعت به حكومة عباس الفاسي الغازوال للمغاربة وكان ثمنه في السوق الدولية يقارب 120 دولارا.

حزب العدالة والتنمية، فقد أكبر احتياطي انتخابي وهي الفئة المترددة والتي صوتت للعدالة والتنمية كإجراء عقابي ضد الأحزاب الأخرى، وفئة المتعاطفين، حيث لن يحصد العدالة والتنمية سوى أصوات أنصاره بعدما خسر المتعاطفين مع سياسته.

فعلى مدار خمس سنوات من عمر هذه الحكومة، مزق حزب العدالة والتنمية برنامجه الانتخابي، وتحول إلى تلميذ نجيب لعدد من المؤسسات الدولية، والتي تملي على الحكومة اتباع سياسات تقشفية ألحقت الضرر الكبير بالمغاربة.

وعلى بعد خمسة أشهر من الانتخابات التشريعية لـ 07 أكتوبر 2016، ترتفع أصوات عدة فئات في المغرب وضمنهم أساتذة، أطباء، معطلون، طبقة عمالية، موظفون، مستخدمون، تجار، مستثمرون وغيرهم من أجل التصدي لسياسة هذه الحكومة، والرهان على أحزاب سياسية أخرى تقدم نفسها كبديل سياسي لحزب العدالة والتنمية، سيما منافسه الرئيسي حزب الأصالة و المعاصرة، الذي يسعى إلى هزم العدالة والتنمية وتسيير شؤون البلاد لتنفيذ مشروعه السياسي، بعد أن خيب حزب المصباح آمال المغاربة في تحقيق انتظاراتهم.

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني