نجوم الإشهار الرمضاني وغيرالرمضاني والضحك على ذقون المغاربة

الشهرة بين كلب بافلوف وكعكة الإشهار والأموال المتدفقة
رمضان على الأبواب ونسأل الله يقينا أن يكون بارقة أمل لنا جميعا لتجديد الروح وابتغاء التوبة النصوح ، خاصة وأننا نحيا في زمن مغربي قل فيه الإنصاف واختل فيه الميزان وضاعت فيه كثير من الحقوق بعد تحكم النهج الليبرالي المتوحش في أرزاق العباد ،وهوالذي لا يرحم صغيرا ولا كبيرا،ولا مسكينا ويتيما ولا فقيرا، بل يحصد الأخضرواليابس، مثلما كثرت فيه الموبقات السبع وتناسلت فيه المنكرات من كل حدب وصوب ,وكأنها الساعة قد أوشكت على القيام ,كما أضحت السكاكين بحجم السيوف تعترض سبيل المارة عند مغيب الشفق الأحمر أو في غسق الليل وأحيانا في واضحة النهار في أكثر من مدينة وضاحية من قبل عتاة مجرمين تجدهم بصحة البغال والعجول والثيران بسبب ارتفاع جرعة ” القرقوبي في الدم ، فيشرعون في التفتيش بجيوب الضحية والسكين كالسيف يلمع لمعانا وقد وضع على عنقه أو عنقها بحثا عن أحدث طراز من الآيفون أو السامسونغ كلاكسي مصحوبا بما حصل في الجيوب مما يصفونها ” باللعاقة” لاقتناء جرعات جديدة من المادة المخدرة سائلة كانت أم صلبة ، وتستمر الحياة هكذا عندهم إلى أن يستدرجوا،فيتمكن منهم رجال الليل أوالنهار،فيوضعون بين يدي العدالة ، وقد تلحق بهم دعوة مظلوم أو مظلومة قبل الحبس أو بعده
وبالأمس فقط ، وقبله بأيام بمدينة سلا، اعترضت عصابة من ثلاثة شبان يتأبطون سكاكين سبيل ،سيدات وأوانس، وسلبت ما بحوزتهن أو كادت تفعل لولا إطلاق بعضهن سيقانهن للريح ، وتذكرني مثل هذه الحوادث الإجرامية بوقائع قديمة لها أكثر من مغزى،، منها، اعتراض أفراد عصابة لطفاء – وما أقلهم اليوم – سبيل شاب أسقطوه أرضا وأخذوا يفتشون جيوبه بحثا عن مبتغاهم ، ثم أقاموه ونفضوا ثيابه، وقالوا له : سامحنا أيها الأخ ، فالمجتمع هو الذي دفعنا إلى هذا، وأخرى تحكى عن طالب بالحي الجامعي بالرباط تعرض لمحاولة سرقة بالعنف من قبل لص مسلح ، ووجد عنده 35 درهما، استولى عليها ثم شرع في ضربه ، فقال له الطالب المسكين، ولم تضربني، وقد أخذت ما وجدت، فأجابه اللص: بغيت نعرق عليها،أي الأجر بعد الجهد ، وآخر، لم يجدوا عنده شيئا ، فأشبعوه ضربا ورفسا، وقالوا له : معندك والوا ، علاش خارج ، ضيعنا معك الوقت
فبغض النظرعن العوامل المحفزة لظاهرة الإجرام مثل التنشئة الاجتماعية أو البناء السيكولوجي للفرد نفسه أو حدة الاختلال في التوازن الطبقي أوتفاقم في الفاقة وتعاطي المخدرات، يبقى الإجرام واحد، وأسبابه متعددة..فاللهم أصلح حال كل من قلت حيلته في طلب العيش، فلم يجد سبيلا لذلك إلا بمد يده بالسؤال أو بنفض جيوب المارة مما علق بها من مال وجوال ،ونسأل الله لهم التوبة والغفران مع حلول الشهر الفضيل.وما أحوجنا اليوم بالفعل إلى القائل :كاد الفقر أن يكون كفرا..ولوكان الفقر رجلا لقتلته ..والمال السايب يعلم السرقة..فكلما فتحت تلفازا في رمضان وفي غيره من الشهور ، إلا وتقع عيناك في كل لحظة وآن على إشهار ما لذ وطاب من مأكل ومشرب وما سر وأمتع الفؤاد من زينة الحياة في أشكال السيارات وأصناف المساكن وألوان الألبسة والهواتف النقالة والخدمات الملحقة بها (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ،ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ،وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).تلكم الصور والإيحاءات السمعية-البصرية التي تنقلها لك عبر الوصلات الإشهارية المتلفزة -بعضها أوجلها- أحيانا نفس الوجوه تقريبا في الشق التجاري منها ،وتلكم طامة كبرى،حيث تظل تقذفك الوصلات عبر وجوه فنية أو رياضية شاخت في ميدان المال والإشهار،وأخرى تتحسس أو تتلمس طريقها فيه من جديد ، لتعلن لمساكين هذا الشعب عن عروض عقارية مثلا يستحيل أن تقطن فيها هي نفسها ، ومع ذلك تنمق وتحملق في أعيننا بكل جرأة، وتحاول أن تقنعنا بمواصفات المشروع السكني والذي لن تقتنع للعيش بين جدرانه الضيقة هي وأسرتها ، بل ما يقنعها فقط لا غير هو ما تحصده من مال متدفق أو منافع عينية لقاء تقديمها للوصلة الإشهارية المزعومة.على كل حال، فالموضوع يحتاج إلى كثير من الجدل،لكن الأساسي هنا أن الفنان الذي أغناه الله بفنه وعمل يده وبتعففه واحترامه لجمهوره لن يرضى أن تسلب منه إنسانيته ومصداقيته من قبل الرأسمال الجشع لكبار المشهرين وشركات الإنتاج الصناعي ، فقد تجد عذرا لمن قصرت يده وقلت حيلته في كسب قوته ومداواة مرضه أو ماشابه ذلك من ضروريات الحياة، لكن أن تجد من باع اسمه ووجهه أو “كرى حنكو” ،وهو في أعلى السلم من غدق العيش لماركة تجارية أو أكثر ، مستخدما مختلف أساليب التضليل والضحك على ذقون المغاربة في شهر القرآن وفي غيره من الشهور ،فهذا ما لا يقبله شرع ولا عقل ولا جمهور، ويبقى المؤشر الوحيد الذي لا يعترض عليه أحد في عالم الإشهار،هو ما يتعلق بالخدمات الإنسانية والبيئية والتي تكون وراءها عادة مصالح الدولة والمنظمات شبه الحكومية وجمعيات المجتمع المدني ، وهذا النوع -مع كامل الأسف- لا يعرف انتشارا ولا إقبالا من طرف النجوم إلا فيما ندر ، نظرا للطابع التطوعي غير الربحي ولا المربح في معظمه.فاللهم اغننا بفضلك عمن سواك وارزقنا الكفاف والعفاف والغنى عن الناس، واللهم لا حسد لمن ملئت جيوبهم من عائدات الإشهار التجاري ولم يبالوا بمحبة جمهورهم الواسع. وتحضرني هنا محنة الكوميدي مهيول الذي كان قد تحدث عن وضعه المزري، بصراحة وصدق وحرقة كادت تقوده إلى المواجهة مع المستفيدين من القطاع ، مشيرا إلى من هم في نفس الوضع من الفكاهيين والممثلين ، ولا يتحدثون عن حالهم ، أمام اقتسام آخرين لكعكة الإنتاج والإشهار فيما بينهم ، فهناك – فيما يبدو- استحواذ ممنهج لممثلين ومنتجين ومنشطي برامج ومغنين وأمثالهم من الجنسين على حصة الأسد في المسلسلات والأفلام والبرامج والوصلات الإشهارية ، ومنهم من ليس في حاجة ماسة إلى المزيد من غدق العيش والشهرة وحب الظهور ، بل تكفيه القناعة كخير زاد ، ليترك الفرصة أمام آخرين لا يملكون مسكنا ودخلا يحفظ لهم كرامتهم في المجتمع.فكيف يعقل اليوم مثلا أن تكرر مشاهد من كعكة الوصلات الإشهارية الكاذبة وغير الواقعية في العقار وفي منتوجات موضوعة للاستهلاك الدائم غير المؤقت على الصائمين والصائمات وهم على مائدة الإفطار ، وفي سائر الأيام، أبطالها نجوم ونجمات يملكون قدرا كبيرا من حب الجمهور لهم ، فيحرقون كل هذه الأوراق الغالية في حياتهم مقابل عقد تجاري مع شركات لا يهمها سوى الربح المضاعف ولا تخضع لشروط المستهلك الحقيقية ،ولا حاجة لتسمية الأشياء بمسمياتها ، فكلنا نعلم من يمر ومن تمر على شاشاتنا وقت الإفطار ، ولفائدة من قد سخروا لهذه المهمة ، كان الله في عونهم إن هم فعلوا ذلك لأمور غيبية لا نعلمها أو حاجات إنسانية حرجة وماذا لو فتحوا نوافذ أخرى في علاقاتهم بشركات الإنتاج والإشهار، ليستفيد منها إخوانهم وأخواتهم في القطاع ممن قلت حيلتهم في طلب المنى. ولأن الشيء بالشيء،فمن المنشط رشيدالعلالي “شو” الذي يفضل أن يلعق “الهريسة “ويبلعها بلعا على أن يصرح للعموم بكل صدق وشفافية بمداخيله المليونية من حصته بعائدات الإشهار إلى الفنانة دنيا بوطازوت صاحبة القول الرائج هذه الأيام بالصحف الرقمية ” أنا كندابز حيث بنت الشعب، غير أنا متنهربش الملايير لكندا، أنا بنت هاد الشعب ومعاه في الحلوة والمرة”، وتقصد الفنان الحلزوني صاحب المنشار (الطالع واكل النازل واكل) حسن الفد الذي تقطن أسرته بكندا ،مضيفة أن ” مشكل البلاد الحقيقي ما كاينش في خلاف بسيط بين ولاد الشعب، ولكن في من يستثمر أموال منحتها له مؤسسات عمومية وخاصة في الخارج”. ويجرنا الحديث هنا أيضا إلى قضية الإشهار باعتباره أفيون الشعوب المعاصر،كما وصفه الأستاذ محمد الولي ،إذ يقول:”في هذا السياق أو الإطار يوضع الإشهار ويعيش ويفعل ،إلا أن الإشهار يمتاز بعيوب وعاهات أكبر من عيوب وسائل الاتصال الجماهيرية التي تتكفل بتوصيله،فالمتلقي ليس مسلوب الإرادة وحسب أمام الإشهار الذي “يقنبله” من الأعالي القصية، بل إنه ينتهك حرماته حينما لا يستأذن.إنك لا تستطيع تفاديه إذ يفاجئك قبل الأخبار وبعدها وخلالها، بل إن بعض الفرجات الرياضية تحول ساحات العرض إلى أماكن لمرسلات إشهارية بل يُفرض الإشهار نفسه عليك من خلال ملابس اللاعبين وأشيائهم الخ. إنه تلوث حقيقي لمحيطنا الطبيعي السمعي والمرئي. وفي غيبة القانون والمؤسسات المناهضة لمثل هذه الانتهاكات للحرية الإنسانية يستفرد الإشهار بالإنسان ويحاصره في كل الأماكن.ومن الممارسات اللاأخلاقية لوسائل الاتصال وشريكها الإشهار أيضا، مداهمتنا ونحن مستغرقون في مشاهدة فيلم جميل أو مباراة مشوقة أو برنامج تثقيفي … لا تفوت الفرصة لكي تحشر وسطها أو خلالها أو قبلها أو بعدها مرسلات إشهارية مستغلة فراغاً قانونياً وأخلاقياً لممارسة هذا النوع من الفجور. وهذا الوضع هو الذي دفع أحد الصحفيين وهو ميشيل كولون إلى القول إن الصحافة وكذلك التلفزيون يبيعان الجمهور لمؤسسات الإشهار، إذ بقدر ارتفاع عدد المشاهدين بقدر ارتفاع ثمن الحيز الذي يستعمل كقناة أو ناقلة الإشهار. هناك مطاردة حقيقية لأماكن تجمهر الناس وإمطارهم بالمرسلات الإشهارية. وإذا انعدمت تلك التجمهرات، فلا أحد يتفوق على المؤسسات الإشهارية في مجال افتعال تجمهر ما وخلق ذرائع ذلك أو استدراج المشاهدين ـ المستهلكين لكي تتمكن من إمطارهم بالوصلات الإشهارية. فحيث يتجمهر الناس، بإرادة أم بدونها، هناك إمكانية بيعهم وشرائهم، بل كرائهم، لتلقي الإشهاريات. أغلب البرامج التلفزيونية، بما في ذلك النشرات الإخبارية التي تتصنع البراءة هي مجرد وكالات لبيع السامعة للإشهاريين. أنت تشاهد فيلماً رائعاً أو برنامجاً تثقيفياً مفيداً أو استطلاعاً ساحراً أو أغنية تؤديها مطربات فاتنات فتتوهم أن التلفزيون جاد في إمتاعنا والاستجابة لرغباتنا، والحال أن كل ذلك أشبه بعملية إطلاق سيول العسل لاستدراج الذباب، حتى إذا تهافت عليها صوبت نحوه المبيدات القاتلة”.إن الجانب الانفعالي في الإشهار يتنافى والتماس الحقيقة.إنه مجرد احتيال نفسي لأغراض التسويق، إلا أن هناك عوامل لهذا التقاعس والعطالة التعريفية الصادقة بالبضاعة، بل ويصل هذا الاستهتار بالكرامة الإنسانية في مجال الإشهار القمة حينما يتم التعامل مع الإنسان باعتباره مجرد حيوان تطبق عليه كل أساليب الترويض والتحكم الآلي حيث يفقد الحيوان ومعه الإنسان كل حريته ويصبح مجرد دمية كراكيز لا تتحرك إلا بما تشتهيه الأصابع المحركة. يقول أحد الدارسين
إن الغاية النهائية المرجوة هي بالنسبة إلى المشهرين الكبار جعل المستهلكين كلاب بافلوف”،وحينما تصل الأمور إلى هذه الحدود، التي يتم فيها التعامل مع الإنسان والحيوان على قدم المساواة، يصبح الإشهار مادة هدامة للمناعة وللكرامة الإنسانية والحيوانية على السواء. وهنا نتفهم جيداً التهمة الموجهة إلى الإشهاريين باعتبارهم نوعاً من مرتزقة الفكر غير العابئين بالقيم الأخلاقية والمهيئين للكذب وإفساد اللغة وإنتاج الخطابات المتملقة، وهذا المرتزق من الفساد بحيث يقبل أن يعبث بالإحساسات والرغبات الدفينة في أغوار النفس الإنسانية” انتهى الاقتباس
وهنا يقع النظر إذن في العملية الإشهارية على النظرية المشهورة بالإشراط الكلاسيكي أو الاستجابات المحفوظة للعالم الروسي بافلوف ،الباحث في فسيولوجيا الحيوان والذي كان يجري بحثاً حول تأثير اللعاب على عملية الهضم، فأحضر كلباً ،وأجرى له عملية جراحية لتركيب أنبوبة اختبار لقياس مقدار اللعاب المفرز عند الكلب،فكان يقوم بدق الجرس،فيستجيب الكلب بالانتباه ،ثم مباشرة ،يقدم الطعام له فيستجيب بسيلان اللعاب ،وبدأ يكرر العملية من أجل قياس كمية اللعاب في كل مرة، وقد انتهت العملية بنجاح فعرفت عندها بنظرية كلب بافلوف،وتم تطبيقها على الإنسان في مجالات الإشهاروالتعلم السلوكي منذ أن ظهرت حوالي سنة 1900،نال بها إيفان بافلوف جائزة نوبل في الطب
ومسك ما يوعظ به أولئك الذين يتهافتون على المال المتدفق في الإشهار ويتنقلون بكل حرية وأريحية -وحدهم،لا غيرهم- بقدرة قادر بين برنامج تلفزي وآخر وبين شركة إنتاج وأخرى ،بين مصنع صابون وآخر للزيوت أوالقهوة أومنتجات الحليب أولحفاظات الرضع وأسرة النوم المريح وبين شركات التواصل الهاتفي والمالي مع الأهل والأحباب ونحو ذلك كثير ،ويسيل لعابهم كلما تراءى لهم من بعيد بريق الدرهم بأرقام خرافية ، خير مايوعظون به كلمات منحوتة من الذهب الخالص للفرقة
:الغنائية الرائعة “ناس الغيوان”،نسجت على مقاس غيرهم ،لكن قد يكون لهم فيها أيضا سهم ونصيب
تَـبْـنِــي وُتْـخـَلـِّــي تـمـشــي وتـخـلـــــي
عـقـلـك مـْـدْنـِّــــي يـا خـايــب الـهــَالَــة
تـبـنـي الـحـيـطـان تـشــرب الـكـيســـان
تـسـكـن فْ الفيـلا وغـيـرك فْ نْــوَالَـــة
تـحـگـر الـفـقـيـــر وتگول الـتـَّغْـيـِيــــــرْ
وُأنــتَ شْـفِـيـفِـيــرْ مَا تْسْوَاشْ نْـعَــالَــة
تـْـــزْوَّرْ لـْــــوْرَاقْ وُتْشْهْــدْ بالـنـفـــــاق
تــــســــــئ الأداب وتـتـكـلـم ب جهـالـة
أصـلــك بـخـيـــــل وشــانــــك نْـعـِـيــــلْ
عـَــيْشَـكْ قْــلِـيـــلْ يَا عْصِـيدْ النخـالــــة
مــالــك آوا مـالـك آش طرى وجرى لك
ظنيتي راسك خالد وانـــت لــلــزوالـــة
مــادامـت لْ عـَــادْ ولا ورثــهــا شـَـدَّادْ
أخـــرها لــقــبــــر وُحـَـــرّْ السُّــوَّالّــــة
عبدالفتاح المنطري
كاتب صحافي


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني