رسالة إلى صديقي الخليجي المثقف: هذه كنوزنا التي لا ترونها..

خالد أخازي
يا صديقي لا أحد تنكر لبلد الحرمين ومهبط الوحي والأرض التي عز بها الإسلام، فلو تباهت الدول بما سبق من حضارة أو علم أو ثقافة أمم غابرة فأرض الحجاز يكفيها أن منها محمدا وفيها كعبة المسلمين المشرقة ومناسكهم التي تهفو لها الافئدة ويبخس كل نفيس من أجل نسائمها ومنها جاء جد العرب اسماعيل وقد رفع العماد والخليل …فلو تباهى العالم بكنوز الدنيا ما وصلوا لكنز السعودية الروحي والوجداني ومكانتها في قلوب الملايير من أهل الأرض، ومكانتها عند أهل للسماء لكن …أمن شيم أهل الحجاز أن يطلع علينا من يسبنا في الأعراض والشرف…ويشحد لذلك خناجر الحقد والضغينة…والله ما مسنا في مقتل ولكن ما أخذناه إلا بجريرته دون قبيلته وقومه وأهله الأشراف بني الأشراف..وعدلا تشربناه من سنة نبينا.
والشرف العربي واحد لا يجزأ..وصاحبنا هداه الله ركبته حمية الجاهلية وظن بذلك أنه يخدم بلده.. أرضكم ما خدمها حق الخدمة إلا عالم فقيه او كاتب محنك أو قائد حكيم..فاسكتوا هذا الشمري.. تالله إنه فتنة يركب عليها الرعاع وتغدو تدافعا وتنافسا في النيش وافتراء المثالب..أما أهلنا في الخليج الأقحاح الشرفاء..فوالله هم منه براء…كما نحن براء من كل فتان يعمق الصدع بين الاخوة و يدس السم الكلام ما يشعل جاهلية الأنساب والتفاخر بالبائد بين الأشقاء..ولو جاز التفاخر..ففخرنا واحد نستمده من ديننا وقوميتنا ومصيرنا الواحد..
والمثقفون منا وذو النخوة العربية والقيم الاسلامية وكل ذي يراع وقلم شأنه في هذه أكبر من شأن الدهماء، فهو ريح تطفئ فتنة في المهد وعيا وحكمة وموعظة..وهو يد بيضاء ترى الوطن العربي واحد، لا يرضى المس بأعراض نسائه من المحيط إلى الخليج وسبيله في ذلك ألا يكون طرفا في تناطح الغفل ولا معللا بعلمه شططا وحماقة من خفة عقل من هنا وهناك..بل دور المثقفين أن يصدموا العامة بكلام العقلاء ليجهضوا حمية الجهلاء..
وقد فتح الله على أهل المغرب بإمارة المؤمنين في سلالة المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولا يخفى عليكم أن ملك البلاد قريشي مكي م وسبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عمر المساجد التي يتلى فيها القرآن الكريم كل يوم، وعز الإسلام بنشر العلم وحماية الملة والدين وتعظيم العلماء والقراء والشفاء.. فجعل المغرب حاضنة لقضايا الإسلام والعروبة ،ورفع شأن العلماء والفقهاء فقصد دروسه الرمضانية أجلاء في كل ضرب من ضروب الدين، وربانا على احترام وتوقير أولياء الأمر فيكم، والله فينا من العباد والنساك والزهاد والأولياء ما تكفي دعوة احدهم على الشمري ليخسف الله به الأرض..لكن ما دعا محمد على أمته..فكيف يدعو التابع السائر في دربه..
برئنا من كل الغوغاء إن ردت على الرجل الدعي على قبيلة الشمر ظلما بما لا يليق التخصيص، فأهل الخليج أكبر منه…والخليج أكبر بكثير منه، وقبيلة شمر الممتدة من الشام مرورا بالأردن إلى الخليج..قبيلة فروسية وشهامة وعلم ومكارم كادوا بختصوا بها…حاشا أن يولد فيها ومنها شتام مشاء بين الناس بالغيبة طعان في الأعراض بالأهواء…
تاريخنا هو الغد الذي نصنعه معا مصيرا واحدا …حلما واحدا…حمى الله السعودية والمغرب من كل فتنة يراد بها تبديد كل آصرة محبة وود بيننا..
ألا أقول لك أهم كنوزنا…لا الفوسفاط ولا الزراعة ولا بطون الأرض…كنزنا في طبيعة دولتنا…ملكيتنا التي جمعت بين شرعية التاريخ والدين والانتماء لبيت المصطفى..كنزنا هو هذه الملكية التي أنعم الله علينا بها وجمعت من الشرعية ما لم يجتمع عند غيرها…بعد الله ضامنة الاستقرار والأمن والأمان وفوق هذا عزة وكبرياء المغاربة…هي تاج فوق رؤوسنا…ما اشتدت في ظلها سنون إلا تنعمنا أعواما..وهذا حال الحياة..شدة ويسر ويسر…ويسر ويسر وشدة…


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني