البيجيدي يحيي عفاريت بنكيران في مواجهة المغاربة لتبرير زلة “الكمامة الفايسبوكية”

خالد أخازي
ظننا أنفسنا أن حزب المصباح فطم نفسه من إدمانه نبيذ المظلومية وتحرر من نحيب الدروايش بمسح الأسطوانة المشروخة التي كان يرددها صاحبهم بنكيران الذي يتقلب الآن في نعيم لم يحلم به وكان قد زعم أنه يريد الآخرة عوض الدنيا.. تلك الأسطوانة التي سمعناها تبرر الإخفاقات وتغطي على قرارات حزب المصباح الشاذة..لكن هيهات شب كهنة البيجيدي على الاستعانة بعالم الخفاء ملتمسين أعذارا لقرارات اتخذوها فصارت لغيرهم من سكان الأشباح.. هو خيال بنكيران نفسه من ابتكر وزراء لا نراهم يشاركونهم القرارات في مجالس الحكم وفيهم التمساح والعفريت.. وبهم يبرر العجز في محاربة الفساد و تبرر الهفوات والزلات.
هذا ما ظنناه..
لكن ها هو العقل نفسه الذي يركب على المظلومية يواجه الشعب بخطاب الضحية ليبرر تمرير حكومة العثماني لقانون 22.20 الكاتم للحريات… المجهض لمسلسل بناء ديمقراطي انطلق منذ سنوات..
وهذه المرة.. تحولت تماسيح وعفاريت بنكيران في حكومة العثماني إلى خطاب تهريب المسؤولية وتعويمها.. إلصاق الأمر ب “جهات”…لا هي الجهات الأربع التي نعرفها ولكنها جهات تفتق عنها خيال رئيس فريق البيجيدي في مجلس المستشارين..
مناسبة هذا التبرير العبثي والسريالي
لرئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، نبيل شيخي لقرار حكومة العثماني تمرير المرسوم المشؤوم الذي كاد أن يوقف التاريخ الديمقراطي المغربي و يسجل أكبر انتكاسة في مسلسل بناء دولة الحريات..فالرجل أنعش خطاب بنكيران حول عالم الخفاء وكائنات العفاريت والتماسيح مرقعا بكارة حزبه بادعاء ما سماه جهات
مارست الضغط على الحكومة لتمرير عدد من البنود القانونية في عز جائحة كورونا، لتقييد حرية التعبير والرأي٠
مناسبة إنعاش شيخي لخطاب المظلومية والتملص من المسؤولية وارتداء عباءة الضحية، حديثه مع برلمانيي حزبه بمجلس المستشارين في اجتماع أمس حيث ردد أن هناك جهات كانت تريد تمرير مشروع القانون المتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي والشبكات البث المفتوح ومثيلاتها، في هذه الفترة التي يمر منها المغرب٠
وزاد رئيس فريق المصباح المشهد السياسي المغربي عبثا وهو يستغرب للمصادقة المبدئية على نص مثل هذا، دون أن تكون كل مواده مدققة…
كأن رئيس فريق معارض أو كأن العثماني ليس رئيس السلطة.
والحقيقة أن كهان البيجيدي تلك عادتهم، كلما ارتكبوا حماقة.. استعدوا شياطنهم ليصوغوا لهم زخرف القول..و ربطوا العطب بالغيب مما لانراه من عفاريت وتماسيح وإن كان شيخي تحدث عن جهات لا يراهةالمغاربة ولم يحددها..فقد فتح بوابة الجحيم والتأويل ليزرع فتنة خفية و يبرئ حزبه من أخطر القوانين حظرا للحريات وقمعا للتعبير.
ويزداد المشهد غرابة وعبثا حين نسمع الرجل ذاته يقول في المناسبة نفسها إن المغرب ليس في حاجة إلى قانون خاص بتنظيم شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح، و إن كثيرا من مقتضيات هذا القانون إما موجودة في التشريع المغربي أو يمكن تضمينها فيه، مثل قانون الصحافة والنشر و القانون الجنائي٠
يا سيدي قل هذا للعثماني..أما نحن فنعلم ونعلم أنكم ماضون في العبث الذي كلما رفض المغاربة..ذرفتم الدموع واتهمتم ما لا يرى…


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني