أيُّها الأَفُوكَاطُو ، إِنَّكَ إِمِرؤٌ فِيكَ عُنْصُريَّة !

 

بعد أن تَجَوَّلوا في دروب الأنترنيت، و إختَلسُوا الكثير من الإطلالاتِ المُطَّوَّلَة على أسْخَنِ المواقع الإِباحيَّة. ها هُم يتَّكِئُون على جدار الفايسبوك ، و قد شرعوا في رقْنِ تدوينات الحقد و الكراهية. ها هُم -الآن- باسم ثقافة الإغتصاب يَلعَنون الضحيَّة ، و يستَبيحُون قطع الأعناق و هَتْكَ الأعراض، و يُعلِنون جهادَهم ضد الحريات و الحقوق الفرديّة.

هكذا تَراهُم أَشِدَّاء على المُستَضْعَفِين، رحماء بالمُجرمين المُغْتَصِبين. بَعدَ أن قاموا الليل من أجل ذكرِ الشَّات و عيونُهم على الجنسِ السَّادي سَهارَى. هَا هُم يتَمايَلونَ حَيارَى، و قد عافوا طيبَ زوجاتِهم ، و سارُوا يَبحثُون عن تفريغِ مَكبوتَاتِهم المَاجِنة بمُنْتَهى القصَارى. هَا قد هاجوا بِخَلاعَة الأهواءِ أمامَ مُختَلَفِ الأجسادِ، فاخْتلطَت عليهم القرائِنُ بالضغَائن. و إنِّي لسَائِلُهم عن آثار أبو الصفرين و ذكرياتِهم مع المَهَارَى.

نَعَم .. مرَّ المارُّ بَضَمِّ رِي ساقِطًا من قَلعة الإِخوانيّة. ضغَط ضَغْطَةَ الفَهْلَوِيَّة، ضرَط ضَرْطةَ العُنصريَّة. أ لاَ إنَّهم يفتون في جواز الإغتصاب بنقرات ساخنة على هواتِفهم الذكيّة. أَ لاَ إنّهم يَنْصُرون المجرم و يُجَرِّحون في كرامة الضحيَّة. أَ لاَ بِئْسَ الأعضاءُ هُمْ : خمسة يحملون السّبْحَة و خمسةٌ يَعْصِرونَ قضيب النَّزوات الإستِمْنائِيَّة.

ثم أَنْشَدَ المارُّ على نُوتَة رِي:

هذا تَأوِيلُ الجريمةِ و العقابِ : أَيْنَما كانتْ مَصْلَحَتُنا فَثَمَّة فتوى البراءَة و نحنُ مَرَدَة السُخْرَة. إنَّ العاقبةَ ضِدّنَا و عَلينا أخذُ العِبرَة. هذا أَخونَا المجرمُ منَّا و علينا واجبُ النُّصرَة، عَدُوّنا المُشتكِي من ” قوم لوطٍ” يجوزُ في حدِّهِ الصَّلْبُ و البَتْرَة. فلاَ حقَّ لهُ في السَّلامة و لسَوفَ نحفرُ لهُ أَلفَ حُفْرَة.

فَقُلْتُ لهُ :

أيُّها الأَفُوكَاطُو إن الجريمة إعتداء على حرمة الإنسان ، و إنَّ العقابَ محاكمة عادلة للمُشْتبًه فيه سليمان. هذه حالةُ عَوْدٍ و صَاحِبُكُم سبقَ أنْ هتكَ أَعْراضًا بِالقلَمِ و اللِّسَان. أيها الأَفُوكَاطُو ، إِنَّكَ إِمِرؤٌ فِيكَ عُنْصُريَّة، وَ عارٌ عليكُم تَلطيخ شرف المحاماة بمُرافَعَة الحَيوان. أَ وَ تَأخُذُكم العِزَّة بالإِثْمِ ؟! ، أَ وَ بالبدلَة السَّوداء يَتَخَفَّى جُرمُ التَّميِيز في حقوق الإنسان؟.

سَكَتَ المارُّ بِضَمِّ رِي ، فَهَتفَ بَعْدَهُ كُورَال الفِرقَة الإخْوانيَّة: نحن صوتُ الأصالَة الكَهَنُوتيَّة و حُماة ثقافة الإغتصاب و حَفَظَةُ ضَلاَلِ المَرجِعيّة، نحنُ انتَصَرنا بالديمقراطيّة!.

فَأجَبْتُهم بكلّ الرَّوِيَّة: تبًّا لِنفاقِكم ! ، فَلِمَ لاَ تَضْمَنونَ -إذن – حقوق الأقليَّة؟. لِمَ ترفُضون إحترامَ الإختلاف و حماية مجتمع التَّنوع و التَّعدديَّة؟ لم تَحصُرون قِيَمَ الديمقراطيّة في إقتسامِ فَيْءَ الغنائم الإنتخابيّة؟. وَ لِمَ لاَ نسمع عنكم مكْرُمَة في مواجهة الفساد المالي و إِحْقاقِ التَّنميَّة؟.

تَبًّا لِغَيِّكم ، إقْتَحَمْتُم عَتَبَةَ البرلمانِ و ذُقْتُم نعيمَ الإستوزار ، ثُمَّ حَفَفْتُم اللِّحِيَّ و غَطَّيْتُم فسادَكم بحجابِ اللِّباسِ. فاصْعَدوا -من جديد- فوق المنابِرِ و أَعلِنوا هَدْرَ دَمِ هذا المواطن المُغْتَصَبِ بِاسْمِ رَبِّ النَّاسِ. هَيَّا أمسكوا مُكَبِّرات الصوت و أخْطُبُوا في جُمُوعٍ النَّاسِ ، فَأَكْثِروا منَ اللاَّيْفَاتِ و أَدْلَجُوا السور و جميع الأحاديثِ وَ الآيَاتِ، و جاهدوا في خَلْقِ اللهِ سَّبًّا و شَتْمًا، و كَفَّروا الضحيَّة و قُولُوا أن هذا المُغتَصَبَ ليسَ لهُ حقٌّ من الحقوق مثل كافَّة النَّاسِ.

فَجْأَةً .. حَضَرَ شيخُ العَشِيرَة الإِخْوانيَّة ، و سأَلَنِي قائِلاً : مَا خَطْبُكَ أنتَ ؟ وَ لِمَ تَحشُرُ أَنْفكََ فِي حَيْثِيَّاتِ هذهِ القضيَّة؟!

فُقُلْتُ له : لاَ بَارَكَ اللهُ في الظلمِ و العَنْجَهِيَّة. وَ إنَّهُ بعد اطِّلاعِي على تدوينة الأَفُوكَاطُو التي تنزعُ عن إنسانٍ مغربي لباسَ مواطَنَتَهِ الدستوريَّة، و تَمنعُه حقَّه في اللجوء إلى القضاء و الاحتماء بالقانون و الدستور و المواثيق الدولية. تلك التدوينة السافِلة التي تُحرض بشكل خطير ضد المُعتَدى عليه مع جَاهِلِيَّةِ التَّحقير و الكراهيَّة. قَد قَرَّرْتُ أن أَمدَّ يدَ التَّضامن مع المُسْتَضْعَفِ-الضحيَّة، بعد أن أمْسَى يشعر بخوفٍ شديدٍ على سلامَتِه الجسديَّة جرَّاءَ تدوينَة ترهيبٍ حقيقيًّة.

عبد المجيد مومر الزيراوي
رئيس تيار ولاد الشعب


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني