رسالة ودية إلى زملائي في مهنة المتاعب.. دفاعكم عن الريسوني وبوعشرين حق يُراد به باطل

بقلم: محمد البودالي
اجتمع عدد من الأشخاص، بعدما أطلقوا على أنفسهم صحافيين، مع أن من بينهم من لا علاقة له بمهنة الصحافة كما ينظمها القانون 88,13 للصحافة والنشر بالمغرب، (باعتبار بعضهم يزاول مهنا أخرى غير مهنة الصحافة، مع احترامنا الكامل لمن يزاول منهم هذه المهنة طبقا للقانون) وأصدروا ما أسموه “بيانا” للتضامن مع سليمان الريسوني، رئيس تحرير “أخبار اليوم” الذي يواجه اتهامات بالاحتجاز وهتك العرض، وتوصيف عملية اعتقاله بغير القانونية، وكأنهم اطلعوا على المحاضر والملفات، واستوعبوا مضمونها، أكثر مما استوعبه الوكيل العام للملك أو قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي.
وبغض النظر عن الموقف الأخلاقي الذي يفترض في هؤلاء الأشخاص احترام القضاء وتفادي التأثير السلبي على استقلاليته، فإن مطالبتهم بالإفراج عن الريسوني، ومحاولتهم التضييق على الأصوات المتحررة من أي مرجعية سياسية أو فكرية والتي تغرد خارج تياراتهم الساعية إلى تبييض وجه هذا الرجل رغم ما يواجهه من تهم خطيرة، تطرح عدة تساؤلات وعلامات استفهام عريضة حول مدى إيمان هؤلاء بحرية الرأي والتعبير، فاستعمالهم عبارات من قبيل “التشهير” و”ضرب قرينة البراءة” لهي الحق الذي يُراد به الباطل..
فهل يريد هؤلاء قمع وإخراس وإسكات كل صوت حر يبحث عن الحقيقة ولا ينغمس في “زلة” الدفاع المتحيز عمن ينتمي إلى مرجعيتهم الفكرية؟؟
ما لكم كيف تحكمون؟ !!
أليست لكم عقول تتدبرون بها، أم أنكم تعتقدون أن المغاربة أغبياء إلى درجة يسهل معها دفعهم إلى الانحياز الأعمى لما ترددون ؟؟ !!!
هذا هو الأمر الذي لن يتحقق لهم أبدا.. فلستم سوى أقلية، وما ادعاؤكم الدفاع عن حرية الرأي والتعبير، إلا مطية للوصول إلى أغراض أخرى.. أليس كذلك؟؟ ها أنا ذا الآن أناقشكم بالعقل والمنطق والموضوعية، دون أن أتورط في المس بقرينة البراءة، ولا بالتحيز لأي جهة..
اعرضوا ما أكتبه على كبير خبرائكم في القانون، وإذا وجدتم فيه ما يُخالف أخلاقيات المهنة، أو القانون، قدموا بي ما شئتم من شكاوى للمجلس الوطني للصحافة، أو للقضاء حتى.. أنا هنا، في انتظار ردودكم.
أليس كذلك، “زملائي” الكرام في مهنة المتاعب؟؟ !!!
بهذه المناسبة، أحببت أن أنبهكم إلى أن بيانكم الأعجوبة هذا، للدفاع عن رجل مزعوم البراءة من أقبح التهم، تضمن إساءة كبرى لمن تدافعون عن براءته، قد تعتبر لدى البعض بمثابة قرينة على ما وجهت إليه من تهم..

 


تعليقات الزوار
  1. @مواطن

    لو كان المعني من السلطة لدافعت عنه ولقلت بريء ولكن هذا تتحامل عليه ظلما وعدوانا والسبب تعرفه جيدا.
    هل تعرف أن موقعك هذا دائما يقف ضد المواطنين والضعفاء ومختص في تلميع صورة السلطة وتمجيدها. غدا يوم القيامة ستجد نفسك وحدك وسيتبرؤون منك. اتق الله

  2. @مواطن مغربي

    البعض مع الأسف لا يبحثون عن الحق و العدل و إنما يحاولن هدم كل مساطر الحق و القانون و لا يرون في سلطة إنفاذ القانون غير عدو يحيل بينهم و بين ما يرغبون فيه من البغي في كل المجالات و تراهم كطير الرخام ينزلون على ضحايا طائفتهم ينقرون لتمويه القرائن المدينة لهم و يتنادون بينهم دعما للباطل قما قال الشاعر :

    لا يسألون أخاهم حين يندبُهم
    في النَّائبات على ما قال برهانا

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني