الجزائر: استئناف الغضب الشعبي وتخوفات من اختيار العصابة لأسلوب القمع والتخويف!!

هشام ابو الشتاء
تصاعدت في بحر الاسبوع الدعوات لاستئناف الحراك الشعبي بداية من يوم الجمعة 19 يونيو الجاري، بعد التوقف الاضطراري بسبب جائحة كورونا، و يبدو ان الشوط الاول الدي قطعه الحراك لا يمكن الاستهانة به، لان الشعب الجزائري قد ادرك جيدا من خلال هده التجربة انه ادا ما تخلى عن حراكه، فوضعه سيزداد تعقيدا ، ليبقى المستفيد الوحيد هو النظام الدي سيسترجع قوته المنهارة… وابدى الاف السكان – في مواقع التواصل الاجتماعي تمسكهم بمواصلة الرسالة ، للخروج اسبوعيا في العاصمة وبقية الولايات للمطالبة بضرورة تغيير ” نظام غير شرعي و بجزائر حرة، ديموقراطية و اجتماعية”
وبرأي المراقبين، فإن السلطات الجزائرية استنادا لسلوكاتها المتهورة التي ظهرت للعيان مؤخرا، قد تلجأ الى الضغط على الشارع، لإيقاف الحراك وهو ما تمهد له التصريحات الأخيرة التي أعطت “أرضية قانونية” لذلك، بحجة “حماية الأمن العام” و”السيادة” علما ان النظام الجزائري يتعامل مند الاستقلال، و بالضبط مند بداية عهد الرئيس” بوخروبة “، مع أي حركة احتجاجية بأسلوبين، الأول هو محاولة شراء السلم الاجتماعي بطرق عديدة كما حدث بعد الربيع العربي سنة 2011، وهدا الاسلوب اصبح متجاوزا ، بعدما تبين ان النظام – غير الشرعي اصلا- غير قادر بالمرة على شراء السلم الاجتماعي لاعتبارات عديدة أهمها الأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد، كما ان العصابة التي تحاول بشتى الوسائل استغلال وباء “كوفيد-19″ لدفن الحراك مرّة واحدة وإلى الأبد، اضحت تتعامل مع نخبة من المجتمع – لا تباع ولا تشترى- ، وفي ظل استمرار حالة انعدام الثقة بين العصابة والشعب، لا يستبعد نهج الاسلوب الثاني باستعمال المنطق الأمني للتعامل مع حراك شعبي سلمي.. خاصة بعد التحول الدي طرأ في لغة ال” تبون” خلال تصريحاته المستفزة للشعب في ندوته الاخيرة ، مما أثار مخاوف من إمكانية لجوء السلطة إلى محاولة وقف المظاهرات، وإيجاد مبررات للعودة الى “نظام الحكم الاستبدادي، وهو نفس ما جرى خلال سنوات 1970، عندما فُرض على كل الجزائريين” أن يصمتوا وأن يسيروا في الطريق المستقيم “.
و في خضم الاحداث، تشير اخر التقارير، أن عصابة السوء ، لها رغبة اكيدة في اختيار تصعيد القمع والاعتقالات ، و تفتيت الحراك لما بعد كورونا…ولا يستبعد ان الأوضاع الداخلية ستزداد تعقيدا، امام الضعف الكبير الدي اصبحت تعاني منه السلطة ليس بسبب الحراك ، والازمة الصحية فحسب، بل ايضا بسبب انخفاض اسعار المحروقات وتراجع احتياطي الجزائر من العملة الصعبة الى ادنى مستوياتها (62 مليار دولار فقط )، اضافة الى تقلص السيولة البنكية بأزيد من 180 مليار (دج) في نهاية شهر ماي 2020، وهي عوامل قابلة للانفجار في أية لحظة…
هدا و سبق للمشاركين في الحراك الشعبي بمختلف أطيافهم السياسية والإيديولوجية،” تلبية النداءات التي أطلقها النشطاء الاحرار والأصوات المسموعة في الحراك الشعبي- سابقا – بضرورة التزام البيوت للحد من تفشي جائحة كورونا، كما تأكد بالملموس الاشارات الواضحة التي وجهت للنظام، مفادها ان توقيف الحراك كان حتميا و ان الثورة الشعبية آتية لا ريب فيها مباشرة بعد التخفيف من حدة جائحة كورونا… و هي رسالة واضحة مفادها ان توقيف الحراك كان حتميا لدواعي صحية صرفة ، و ان الثورة في عقول الاحرار قبل ان تكون في الاجساد..


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني