الرميد مات سياسيا..

خالد أخازي
عاتبني من أثق في صدقهم، مستغربين من صمتي في ملف الرميد و الراحلة رحمها الله كاتبته التي فضحها ميتة و بخس حقها حية… والحقيقة أني نأيت بنفسي عن الموضوع لأنه ليس من عادتي إطلاق الرصاص على الجثث، والرجل مات سياسيا منذ زمن، وانتحر أخلاقيا في عدة محطات، وحزبه الذي وعدنا بمحاربة الفساد والريع، احتضن الفساد وفرخ الريع، و الكاهن الشعبوي بنكيران الذي صوب فوهة مدفعيته الثقيلة نحو الفقراء والموظفين والمتقاعدين والمعطلين، صاحب شعار “لا أجر بدون عمل” ينام قرير العين وهو يتقلب في نعم تقاعده الذي يقتطع من أموال الشعب، نعم ينام مرتاحا و له ألف حجة وفتوى لتبرير هذا الغي،فلا أشك أنه سيلوي النصوص الشرعية على عادة الكهنوت السياسي ليجد ما يبرر له تقاعده ويحلله كما حلل الحج على نفقة الشعب للبرلمانيين وأسرهم، وكما دافع عن افتناء وزارئه لسيارات فارهة حتى لا يبخس شأنهم شرطي مرور أو ندركي،ولا عيب عنده أن ينعموا ويتنعموا…و يرتقوا اجتماعيا ويسكنوا القصور والفيلات وتتعدد تعويضاتم و منافعهم من المال العام…
هو الزعيم نفسه الذي سط لسانه لحد التهتك تحت قبة البرلمان وفي أكثر من مكان…
وماذا بعد أن قبل حزبه التخلي عنه في التعديل الحكومي و عقد تحالف بالشروط التي كان يرفضها…
محطات عديدة ظهر الرجل فصاميا يقول الشيء ويفعل ضده…
أما الرميد….فقد مات سياسيا وأخلاقيا قبل أن يحرم الراحلة من حق وأراد أن يجد لنفسه مخرجا فورط نفسه…..الإحسان إحسان….والحق حق يضمن الكرامة..
لقد ظلم الراحلة مرتين…ظلمها بحرمانها من حقها القانوني وظلمها وهو يشهر صدقته التي أحبطت، لأنها كانت طوق نجاة للكرسي لا لوجه الله.
الرميد…مات سياسيا كما يحتضر حزبه الآن…وليس العيب في الإسلام…هذا الدين الذي صنع العظماء والحكماء والزهاد والفقهاء الذين ما بدلوا تبديلا….لكن العيب كل العيب في هؤلاء الذين يصعدون المنابر ويجولون البلاد باسم الملة والدين،من أجل منافع دنيوية غلفوها بخطاب ديني رنان…
لم يخسر المغرب شيئا…ربما خسر الزمن في تطوير وتجويد ديمقراطيته….ولكن كان لابد من قدر الله ليعري التفاق والرياء….وليعلم المغاربة أن ليس كل من يخطب باسم الله والرسول صلى الله عليه وسلم صالح مفضل على غيره، وأن الله منحنا فرصة ففضحهم واحدا تلو الآخر…
هم أشد الناس إقبالا على الدنيا من غيرهم…يغيرون جلودهم حسب المكان والزمان…ولا عيب أن ترفع مناضلة من قياداتهم الحجاب فور تجاوز الحدود…ولا عيب في أن تضرب على دورهم الحراسة ويقيموا ولائم وأعراس عجائبية…
لا عيب…في أن يميلوا للباطل إن كان أحدهم متابعا قضائيا…لأن الباطل والحق عندهما كالجوارب تتغير وفق الهندام والحذاء…
أعلمت يا صديقي لم فضلت الصمت…؟
الرميد ميت سياسيا فلا أريد إطلاق مزيد من الرصاص على جثة…
وحزبه منهار وعار ومفضوح…والله غالب على أمره…
فلا تخف صديقي….لن أقول لك حبل لك حبل الكذب قصير….بل أقول حمدا لله فاضح المنافقين وكل من تكسب بدينه وكلمته.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني