غذاء مرضى الـ”كوفيد”.. ظهر الحق، وزهق الباطل، ولا عزاء لـ”مصادر السوء” !!!

بقلم: محمد البودالي، مدير النشر

كم كان صادقا، صاحب المقولة الشهيرة: “الصحافة، مهنة المتاعب”، لأنها حقا مهنة للمتاعب، ولعل أسوأ “المتاعب” التي يمكن أن يلاقيها صحافي مهني أثناء مزاولته لعمله، هي “مصادر السوء”.

قبل بضعة أيام، نشرنا في هذه الجريدة، خبرا عن وجبة الأرز و”الخبز الحافي” المُقدمة لمرضى “كوفيد19” بمستشفى الأمير مولاي عبد الله بسلا.. ونشرنا صورة تتضمن قطعة من “الخبز الحافي”، وكمية من الأرز. وأشرنا إلى أن الأمر يتعلق بـ”الوجبة” اليومية التي تُقدم لهؤلاء المرضى.

لكن وانطلاقا من واجبنا المهني، وبعد توصلنا بمعلومات من عدد من قرائنا الأعزاء ومجموعة من الأصدقاء في هذا المستشفى، تفند صحة هذه المعلومة والصورة، فقد كان من اللازم علينا، القيام بالمزيد من التحري حول هذا الموضوع والتحقق من صحة المعلومات الواردة في المقال، لينتهي الأمر بنا إلى صدمة حقيقية.

لقد أجمعت العديد من المصادر الموثوقة، التي استقينا معلوماتنا منها، على أن الأمر يتعلق فعلا بمكيدة تُدبر بليل، وأن هناك جهات وأطراف مشبوهة، تحاول الخوض في الماء العكر، وتبخس من كل الجهود المبذولة من طرف السلطات الصحية والعمومية في مواجهة هذا الوباء، والعناية الفائقة التي تحيط بها السلطات مرضى الكوفيد، سواء في المستشفى الإقليمي بسلا، أو غيره من المستشفيات المنتشرة عبر ربوع المملكة، التي تستقبل المصابين بكورونا.

أول المعطيات التي تم التحقق منها، هي أن الأمر لا يتعلق بوجبة غذاء، وإنما وجبة عشاء. أما عن الشخص صاحب الوجبة التي تم الترويج لصورتها عن سوء نية، فقد أكل قطع الكفتة التي كانت فوق الأرز، وأتى على كوب من العصير، وعلبة دانون، قبل أن يترك الأرز وحده، وقطعة الخبز الحافي، ويروج لها على نطاق واسع، في تدليس غير مسبوق على رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

فإذا كانت وجبة العشاء الخفيفة، تتضمن أرزا محشوا بالكفتة أو الدجاج، حسب الأحوال، وفوق ذلك كله، كوب من عصير الليمون وعلبة دانون، فكيف ستكون وجبة الغذاء.. لا شك أنها ستكون الأفضل، والأجود، والأوفر حصة.

كلنا نعرف، أن هناك تنظيمات وجماعات، من قبيل جماعة العدل والإحسان، وبعض اليساريين الراديكاليين، هم الذين يقفون وراء الترويج لهذه الأخبار المغلوطة والتضليلية لتبخيس جهود السلطات العمومية.. لكن أن يصل بهم الأمر إلى حد استباحة الكذب، واختلاق وقائع وأشياء لا وجود لها إلا في مخيلاتهم المريضة، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه أو تقبله.

هناك من شارك هذه الصورة عن جهل، وهناك من شاركها بسوء نية ومع سبق إصرار وترصد، ولذلك، كان من اللازم توضيح هذه الحقيقة، وتبيينها للرأي العام الوطني.

لذلك، نجدد التأكيد على أن السلطات الصحية بمختلف مدن المملكة، تبذل قصارى جهودها من أجل توفير أقصى شروط العناية اللازمة بمرضى الكوفيد، وهناك مسؤولين كبار من عدة وزارات، يسهرون يوميا على توفير أفضل شروط ومعايير العناية بالمرضى وتوفير ما يلزمهم من تغذية وتطبيب وعلاج… كيف لا يكون ذلك، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، هو الساهر الأول، على صحة وسلامة رعاياه الأعزاء.

فعذرا ثم عذرا ثم عذرا لقرائنا الأوفياء عن هذه الزلة غير المقصودة.

ظهر الحق، وزهق الباطل، ولا عزاء لـ”مصادر السوء”.

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني