سرديات قصر المرادية ؟!

العَصَافيرُ غَرَّدَتْ بِصَمْتٍ مِنْ أَجْلِ حِفْظِ الحَيَاءِ، حَتَّى الأَمْواجُ لاَ تُغَنِّي قُرْبَ بَحْرِ شِعْرِي. نحن لاَ نأَبَهُ بِبَقْبَقَاتِ الغَدْرِ ، فَهَدِيرُ القَصِيدِ مِنْ قَلْبِ العُيُون، و عند دَوَّامَةِ التَّشَابُه، الإِحباطُ ليْسَ مُحْبِطُنَا. ها قد هَاجَ الهَدِيرُ عند تلاطمات الكَلاَمِ المُبَاحِ ، فما أعمَقها سرديات خَيَالِي البَراحِ. إِلْتَقِطُوا مَا تَبَقَّى مِنَ الخَبَرِ : في تأديب فخامة المَهْيُونْ.

قَسَمًا باللهِ المُتَعَالِ فَوْقَ النَّازِلاَتِ المَاحِقَاتِ، قَسَمًا بالسَّلاَمِ المُهَيْمِنِ أنَّهَا الخَضْرَاءُ أُمُّ المَسِيرَاتِ! . أنَّنَا الحَسْمُ بِالحَزْمِ، أنَّا صُنَّاعُ المَلْحَمَةِ الصَّرِيحَةِ. قَسَمًا بِالوَاحِدِ الحَمِيدِ من عَقَائِد القَرَوِيِّينَ الصَّارِمَاتِ،
قَسَمٌ منْ أُصُولِ التَّوْحِيدِ يَنْسِفُ الجِبَالَ الشَّاهِقَاتِ. و فِي رِحَابِ الوَغَى سَاعَة الضَّرْبَةِ الجَامِعَةِ ، جَاءَنَا نَصْرُ اللهِ فَجَاءَ فَتْحُ الوَاقِعَةِ. صراط البَاقِيَّاتِ الصَّالِحَاتِ نحو جِنانِ العَاقِبَةِ المُرِيحَةِ.

يُقالُ تَبِنَ الرئيس تَبْنًا وَ ظَهَرَ دستور تبون عَفْنًا. فخامة المهيون يرعى التَّقْسِيمَ المَلْعُونْ و صَوْتُ الشَّعْوبِ: خَاوَة .. خَاوَة!. فَلِمَ يا تبون تُهَيِّجُ إِحْسَاسَ العَدَاوَة؟، لِمَ الإِصْرَارُ عِنْدَ خَرِيفِ الشَّيْبِ؟، لِمَ الإسْرَافُ في تَخْلِيدِ العَيْبِ؟، وَ مَالَكُمْ كَيْفَ أَنْتُم تَحْكُمُونْ؟.

حساب الحقل لا يتطابق مع حساب البَيْدَر ، هيَّا حرِّكوا خَائِنَتُو حَيْدَر. و هكذا تَعَقْربَ العَقْرَبُ ، هكذا تَسَمَّمُ المَشْرَبُ ، مَثَلٌ وَ بِهِ المضْرَبُ، جِئْنَاكُم بِفَيْضِ القَرِيحَةِ . غُرَابُ التقسيم بِالمَوْتِ يَنْعَقُ ، لِسَانُ الجِّيفَةِ بِالزُّورِ يَنْطِقُ، العَقْلاَنِيَّةُ مُتَرَدِّيَةٌ و هذا شَنقريحة قَرْنُ النَّطِيحَةِ. عُهُودُ الآمَانِ فِي سُوقِ الجُمْلَةِ ، رُخْصُ الأَثْمَانِ فلاَ تَغُرَّنَّكُم نَيَاشِينُ البِدْلَةِ ، ضِيقُ الأَرْكَانِ وَ هَاكُمْ مَشَاعُ الفَضِيحَةِ.

أنا أتْلُو متن الرِّسَالَة: أَيْنَ آثَارُ البِتْرولِ ؟، أَيْنَ حَفْرِيَّاتُ الغاز؟. عُنْوَانُ الجَرِيمَةِ: تَمْوِيلُ الوَهْمِ المَكْنُونْ .. وَ رَ مُخَيَّمَاتِ الذُلِّ وَ الهَوَانِ ، تَهْرِيبُ الأَمْوَالِ وَ الإِتِّجَارُ فِي الإِنْسَانِ. فَلِمَنِ العُبُورُ مَسْموحٌ ؟ رَ التَّحْقِيقَ فِي الإِرْهَابِ مَطْرُوحٌ!. رَصَاصُ القَتْلِ مُزَوَّدٌ بِمُحَرِّكَاتٍ، ثُمَّ رَ جُثَثَ الإِنْسِ مَنْهوشاتٍ ، وَ رَ سَكَراتِ الشَّبابِ المَغْبُونْ.

فَلِمَ لمْ تَكُنْ هَذِهِ المَسِيرَةُ ، رَابِحٌ-رَابٍحٌ بياض صَفْحَةٌ جَدِيدَةٌ ؟! . وَ لِمَ لمْ تَكُنْ هَذِهِ المَسِيرَةُ ، تَنْمِيَّةُ الأَوْطَان وَحْدَةٌ سَدِيدَةٌ ؟!. هذا اللّوَاءُ .. لِوَاءُ الحَمْدِ، و النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ، لِنجْعل الإِتِّحَادُ سَبِيلا نحو المَجْدِ!. هَلُمُّوا .. هَلُمُّوا نُجَدِّد ملاحم الأَبْطَالِ ، ذَرُوَنِي وَ إِرْهابَ الجَبْهَةِ الطَّرِيحَةِ. ثُمَّ نَادَى المُنَادِي ؛ حَيّ عَلَى الإِتِّحَادِ ، شَبَابُ الوَحْدَةِ : إِيمَانٌ وَ قُوَّةٌ !. حَيَّ عَلَى الإِتِّحَادِ، شَبَابُ الوَحْدَةِ : شَرَفٌ وَ نَخْوَةٌ !. و بِئْسَ العَدُوُّ : إِرْهَابُ الإِنْفِصَالِ ، سُمُومُ التَّقْسِيمِ من فَمِ شَنقريحَة.

ضَغْطٌ منَ الأَعْماقِ شَنَّجَ عَضَلَةَ اللِّسَانِ، أَرَى فخامة الألعُبان وَ هو الزاحف بالإفك و البهتان ، و هو الجائر بالدليل و البرهان. فَإِليهِ نَقْلُ جَوَابِ الشُّجْعَانِ : لاَ تُتَاجِروا بمَصَائِرِ البَشَر، و إِنَّكَم لَمُلْزَمُون بِجَبْرِ الضَّرَرِ، يَا مَنَ عَلَينا تَتَحَيَّرُونْ !. إِيْ وَ رَبِّي وَ رَبِّكُم ؛ يُعَزُّ المَرْءُ بِالقَلْبِ النَّضِرِ ، يُهَانُ المهيون بِصَرْفِ النَّظَرِ . صَهٍ .. صَهٍ ذُرِّيَّةُ السُّطُورُ البَيضَاءِ ، ” البُودْرَة ” على أنف الأَبْنَاءِ. أَنَا الكاتِبُ .. أنَا الشَّاعِرُ ؛ مَاءُ القَلَمِ دَافِقٌ، وَ الهِجَاءُ سَاخِن فَوْقَ شِفَاهِ تَبُّونْ. فلاَ سرديات بَعْدَ اليَوْمِ ، الفرحة عند تمام الحُلُمِ !. و أَنا بَيْنَ الشَّبَاب نحمل همَّ الوطن و نُرَدِّدُ أَذْكَارَ الأَمَلِ، نُلاَمِسُ أَزْمَةَ المَفَاهِيمِ و نُطَالِبُ بِالحَقِّ فِي العَمَلِ. وَ نُفَوِّضُ أَمْرَنَا إِلَيْهِ ! إِلَى اللهِ يَوْمًا فيهِ يرْجَعُونْ !.

ثم مِسْكُ الختامِ مع تَعْظِيمِ السَّلاَمِ ، بالمَحَبَّةِ وَ تَمَامِ الإعْتِدَالِ. تَعْظِيمُ السَّلاَمِ مِنْ زَاوِيَّةِ بُويَا الرَحَّالِ ، مِنْ بَرْزَخِ المُتَوَسِّطِ وَ الأَطْلَسِي، مِنْ جِبَالِ الرِّيفِ، سُهُولِ الشَّاوِيَّة وَ رِمَالِ المَحبِسي. تَعْظِيمُ السَّلاَمِ لِتَنْوِير الإِفْهَامِ بِقَلَمِ الوَطَنِيَّةِ الصَّحِيحَةِ.

عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب مغربي


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني