نقابات التعليم بسلا متهمة برعاية الفساد والتستر على الأشباح وتعميق أزمة المنظومة التربوية

نظمت ثلاث نقابات تعليمية بسلا، وقفة احتجاجية أمام مدرسة بوجدور، تضامنا مع أساتذة المؤسسة، على خلفية تداعيات زيارة لجنة من المديرية الإقليمية لتتبع مدى احترام إجراءات البرتوكول الصحي.

وعلم موقع “كواليس اليوم” أن المستهدف من الوقفة التي عبأت لها النقابات الثلاث، موظفة بالمديرية الإقليمية، وجدت نفسها أمام تحدي رفض زوجة مسؤول رفيع تدرس بالمدرسة الابتدائية بوجدور مهمة اللجنة، فتطور الامر إلى صراع وجدت معه النقابات الثلاث نفسها مضطرة لمجاملة الأساتذة العاملين بالمؤسسة.

الوقفة التي تتزامن مع الدخول المدرسي، استهجنت من طرف نقابتين تعليميتين، إضافة إلى بعض المنتسبين للنقابات الثلاث، وذلك بسبب دوافعها التحريضية، مقابل صمت النقابات عن استغاثة العاملين بالقطاع من ظروف العمل المزرية، خاصة بالمؤسسات التعليمية الابتدائية.

كما استنكر بعض رؤساء المؤسسات التعليمية الوقفة التي تجاهلت الاختلالات البنيوية العميقة بمديرية سلا، سيما وضعية عدد من المؤسسات الكارثية على مستوى البنية التحتية، بكل من احصين، وبطانة كمدرسة ابن طفيل، وأبي الحسن القابسي، أبي عنان المريني، حسان بن ثابت، رحال المسكيني، وعشرات المؤسسات ذات البناء المفكك، المدارس الابتدائية بجماعة السهول وعامر، و التي يوجد بعضها في وضع مخز ومخجل، في غياب الماء والكهرباء و الصرف الصحي، إضافة إلى غياب الأطر الإدارية وأطر الدعم، وضعف وغياب التجهيزات عن غالبية المؤسسات الابتدائية باستثناء المؤسسات المحظوظة لسبب من الأسباب.

ووصف رئيس مؤسسة ابتدائية موقف النقابات بالانتهازي، والسعي إلى الفتنة واستغلال الوضع الحالي لابتزاز المدير الإقليمي، في ملفات تتعلق بالتستر على الاشباح الحزبيين والجمعويين، ومحاباة المنتمين للنقابات بتكليفات مريحة، وعدم تطبيق المذكرة الوزارية المتعلقة بعودة جميع الأساتذة الى القسم، وغياب الحس الوطني في خدمة المنظومة من خلال ترجيح المصالح الفئوية على مصلحة التلاميذ.

وتحدى رئيس المؤسسة الذي تحدث إلى “كواليس اليوم” النقابات التعليمية، أن ترافع بشرف ووطنية عن قضايا التعليم، وذلك من خلال إجبار مصلحة الموارد البشرية، على إحداث بوابة معلوماتية على الصعيد المحلي، لتتبع حركية الموارد البشرية، وإنهاء محاباة عشرات الأطر الإدارية والأساتذة، معتبرا أن المدخل لمحاربة الفساد التعليمي بمديرية سلا، هو تطهير مصلحة الموارد البشرية من كل الموظفين الذين يخدمون أجندة النقابات، والتحقيق في الخلفيات التي تحكم آلية التعيينات والتكاليف المؤقتة، وتضبط عدد المعفيين من التدريس ومقار تعيينهم، والجهات التي تحميهم، إضافة إلى التحلي بالشجاعة الأدبية لمطالبة أحد المسؤولين الذي يعيث فسادا في المصلحة بالابتعاد عن تدبيرها بحكم تعارض المصالح الذاتية باعتباره أحد المساهمين في مؤسسة خاصة حصلت على ترخيص أكاديمية الرباط في ظروف مشبوهة.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني