عبد الفتاح البلعمشي: الخطاب الملكي تأكيد للانتصارات الدبلوماسية للمغرب

أكد عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن الخطاب السامي، الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، أمس السبت، تأكيد للانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب في الآونة الأخيرة.

وأوضح البلعمشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الانتصارات تتجسد، على الخصوص، في افتتاح عدد من البلدان الإفريقية والعربية، كما هو الحال بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لقنصليات في الأقاليم الجنوبية، مبرزا أن جلالة الملك أكد، من خلال هذا الخطاب، “زيف الأطروحات التي كان يراهن عليها خصوم الوحدة الترابية للمملكة لتغيير الاتجاه العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن حول قضية الصحراء المغربية.

وأبرز الأستاذ الباحث في القانون الدولي أن الخطاب السامي يؤكد على نقطتين أساسيتين، أولهما تتمثل في تحقيق المغرب للتوازن فيما يتعلق بقضيته الوطنية، “فبمجرد عودة المملكة إلى حضن الاتحاد الإفريقي، لم يتم تسجيل أي كولسة تعارض الطرح الوطني”.

من جهة أخرى، يضيف البلعمشي، أكد جلالة الملك أن الأطروحات المتجاوزة وغير الواقعية التي كان يسوقها خصوم الوحدة الترابية للمملكة، “تتراجع وتتآكل” أمام الفهم المتجدد للمجتمع الدولي بشرعية ومشروعية حق المغرب في صحرائه”.

وعلاقة بالنقطة الثانية، أشار الأستاذ الجامعي إلى أن هذا الفهم المتجدد أفضى إلى مجموعة من الانعكاسات القانونية، مبرزا أن المغرب لم يعد يكثرت إطلاقا بمناورات خصوم وحدته الترابية، بقدر ما أصبح يترافع عن قضيته، مركزا في ذلك على الجانب القانوني والدبلوماسي والاقتصادي، والجانب التنموي في بعده الإفريقي”.

وفي معرض حديثه عن الاستفزازات والمناورات غير القانونية، التي يقوم بها أعداء الوحدة الترابية للمملكة، اعتبر السيد البلعمشي أنها “تعد قبل كل شيء استفزازا للأمم المتحدة، الموكول لها تدبير هذا الملف”.

وقال إنه من خلال هذا الخطاب السامي، يؤكد المغرب أن ملف الصحراء المغربية محسوم من خلال العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن افتتاح مجموعة من البلدان الإفريقية لقنصليات عامة بالأقاليم الجنوبية يكشف أن خصوم الوحدة الترابية “متضايقون” وأصبحت “الدائرة تضيق حولهم أكثر فأكثر”.

وأضاف أن جلالة الملك أبرز أن هذا التوجه قد تعزز باعتماد القوى الدولية الكبرى لمواقف بناءة، ومنها إبرام شراكات استراتيجية واقتصادية، تشمل دون تحفظ أو استثناء، الأقاليم الجنوبية للمملكة، كجزء لايتجزأ من التراب المغربي.

وخلص الباحث إلى أن جلالة الملك، أضاف أن المغرب، واستنادا إلى هذه المكتسبات، يؤكد التزامه الصادق، بالتعاون مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل نهائي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني