تحليل إخباري: المطالب التي تخيف عصابة العسكر

في غمرة انشغال الجزائر بالمغرب، وتفرغ دبلوماسيتها بالكامل لاستفزاز المغرب وإثارة القلاقل، وتشويه الحقائق في ما يتعلق بقضية وحدتنا الترابية، اشتعلت الشوارع والساحات الكبرى بالمدن الجزائرية للمطالبة من جديد برحيل النظام الحاكم، أو رحيل العصابة كاملة كما يحلو لنشطاء الحراك.

ففي الذكرى الثانية لانطلاقة الحراك الشعبي الذي أشعله ترشيح نظام العسكر والجنرالات للرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، عادت الجماهير الشعبية الى الشوارع للمطالبة بتحقيق المطالبة الفعلية للمواطنين الجزائريين في شقيها السياسي والاقتصادي، رافضين مناورات العسكر عبر عدة محاولات يائسة للالتفاف على المطالب الشعبية التي عبر عنها ملايين الجزائريين في تظاهرات مليونية تخرج كل يوم جمعة للمطالبة بالتغيير السياسي و برحيل رموز الحكم العسكري وتحالف الجنرالات ورجال الاعمال الذي أغرق البلاد في المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والذي تسبب في احتقان مجتمعي مستمر منذ ثلاثة عقود.

وعلى الرغم من محاولات جهاز المخابرات الجزائرية والعسكر والاعلام المتحالف معهما، التلاعب بمطالب المحتجين عبر عدد من الإصلاحات الشكلية والمناورات السياسية، إلا أن الشعب الجزائري برمته في الداخل والخارج مصر على الإطاحة بالنظام السياسي بكامله وإصلاحه من أجل بناء جزائر جديدة تقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهي المطالب التي تخيف نخبة العسكر الماسكة بزمام الأمور والتي تسعى الى ربح الوقت لمواصلة استنزاف البلاد من خلال قضايا هامشية لإشغال الشعب الجزائري وأساسا التحرش بالمغرب في قضيته الوطنية الأولى، وخلق صراع وهمي بين المغرب والجزائر للتغطية على الازمات الداخلية المستفحلة منذ عقود.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني