من هو “عمار سعداني” الذي طلب اللجوء للمغرب فرارا من انتقام العسكر الجزائري؟

زربي مراد

أفادت صحيفة “لوسوار دالجيري”، أن عمار سعداني، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، ورئيس البرلمان الجزائري الأسبق، طلب اللجوء إلى المغرب، بعد انتقاله من فرنسا إلى البرتغال على خلفية متابعته قضائيا في الجزائر.
وأكدت الصحيفة الجزائرية الناطقة بالفرنسية، نقلا عن مصادر وصفتها بـ”الموثوقة”، أن “المعلومات الأخيرة تشير إلى هروب الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني ورئيس المجلس الشعبي الوطني، عمار سعداني، إلى المغرب.
وكان سعداني، الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم قبل الإطاحة بالرئيس بوتفليقة) ورئيس البرلمان، قد قد فجر في غضون سنة 2019، تصريحات مدوية لم يتجرأ أي مسؤول جزائري على الإدلاء بها من قبل، عندما أكد انه لا توجد قضية اسمها “الصحراء الغربية” وأن الصحراء مغربية، مشيرا إلى تورط حكومات بلاده المتعاقبة طيلة العقود الخمسة الماضية في تبديد أموال لخزينة الجزائر في تمويل السفريات السياحية لقيادات وعناصر جبهة البوليساريو الانفصالية في وقت تظل مناطق عديدة من الجزائر في أمس الحاجة إليها.
و أضاف سعداني في تصريح للصحافة الجزائرية يقول: “أنا في الحقيقة، أعتبر من الناحية التاريخية، أن الصحراء مغربية وليست شيء آخر، واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين، وفي رأيي أن الجزائر التي تدفع أموال كثيرة للمنظمة التي تُسمى البوليساريو منذ أكثر من 50 سنة، دفعت ثمنا غاليا جدا دون أن تقوم المنظمة بشيء أو تخرج من عنق الزجاجة”.
و اعتبر سعدان أن “موضوع الصحراء يجب أن ينتهي وتفتح الحدود وتسوى العلاقات بين الجزائر والمغرب لأن الأموال التي تُدفع لمنظمة البوليساريو، والتي يتجول بها أصحابها في الفنادق الضخمة منذ 50 عاما، فإن سوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها، أولى بها. هذا هو موقفي سواء أغضب البعض أو لم يعجب البعض الآخر”.
و على إثر تلك التصريحات النارية وموقفه من قضية الصحراء المغربية، توترت علاقة عمار سعداني مع النظام العسكري الحاكم في الجزائر، حيث أصبح منبوذا ومحاربا في أوساط السلطة في بلاده، قبل أن يقرر الفرار إلى فرنسا.
كما انبرت الحكومة الجزائرية للرد بقوة على رجل الدولة السابق عمار سعداني، والتهجم عليه باستمرار من طرف الدوائر المقربة من فلك السلطة، حيث وسم بالخيانة العظمى فيما تبرأت من تصريحاته الحكومة الجزائرية ووصف الناطق الرسمي باسمها تصريحات سعداني بأنها شخصية ولا تساوي مثقال ذرة، مشددا على أنها ليس لها وقع على مواقف الدولة الجزائرية.
وولد سعداني يوم 17 أبريل 1950 في تونس، واشتغل بشركة نفطال (إحدى فروع شركة المحروقات العملاقة سوناطراك) ونال عضوية المجلس الوطني لاتحادية البترول والمناجم لمدة 26 سنة.
وترأس سعداني البرلمان الجزائري، سنة 2004 حتى عام 2007، كما انتخب سعداني أمينا عاما للحزب برفع الأيدي خلال أشغال الدورة السادسة للجنة المركزية.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني