كرونا من فيروس مستجد إلى متحور

بقلم : محمد حسيكي

كان الفيروس من عهد قديم عاملا محركا لظهور الطب في شقه الوقائي من التدابير الاحترازية من العزل المكاني عن الوسط السكاني، وعهد تقدم العلاجات الطبية جاءت اللقاحات المناعية للحد من خطورة الانتشار والاصابة .

ويوم ظهر فيروس كرونا مع نهاية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين في الصين، نبهت العالم عن طريق منظمة الصحة العالمية إلى خطورة انتشاره من الاختلاط البشري، والافتقار الدولي إلى علاج لمواجهة حالات الاصابة به، الا ما كان من إعلان الطوارئ الصحية فور ظهوره، والمتمثلة في العزل الصحي من المراكز الاستشفائية، والتباعد الاجتماعي من الساحة العمومية، ومراجعة قواعد العمل داخل المؤسسات، والاشتغال بالمقاولات والحد من التجوال بالشارع العام، والملتقيات العمومية، فضلا عن التدابير الاحترازية، والالتزام بالحجر الصحي من البيوت، وارتداء الكمامة خارجها، والنظافة اليدوية بالماء والصابون من البيت، واستعمال المعقم خارجه، علاوة على حظر التجوال وإخلاء الشارع العام من الفترة الليلية .

انتشار الفيروس :

بعد ظهور الفيروس في الصين، وإعلان منظمة الصحة العالمية المجموعة الدولية عن خطورته، بدأت حالات انتشاره تتسع في عدد من الدول، مما عرض حركة التنقل عبر الحدود الدولية إلى المراقبة الصحية الاحترازية، خوفا من دخول الفيروس عبر الحدود، إلى جانب اليقظة الاجتماعية الجارية على الساكنة من الأشغال والتنقلات .

وقد خلق ظهور كرونا فيروس تشنجا في العلاقات الامريكية الصينية، ألقت فيه الولايات المتحدة باللوم على منظمة الصحة العالمية،

وبالرغم من ذلك انصرفت الدول بما فيها الولايات المتحدة، إلى البحث عن إيجاد لقاح مناعي، يحد من الانتشار الفيروسي، تميزت فيه الولايات المتحدة بإيجاد لقاح مناعي من جرعة واحدة، بدل جرعتين، كما اصطلحت عليه أغلب اللقاحات الدولية .

كرونا المتحورة :

بعد أن اشتغلت جل البلدان على الالتزام بحالة الطوارئ الصحية الدولية، وتقدم عدد من الدول في البحث عن إيجاد اللقاح المناعي الذي يتوخى منه إخراج الوضع الدولي من الحالة الوبائية المتفشية الانتشار، وإعادة الاطمئنان إلى الحياة العامة مجتمعيا ودوليا .

بعد كل ذلك، وحين ظهور اللقاح الدولي وحصوله على اعتراف منظمة الصحة العالمية، راجعت المملكة المتحدة البريطانية، جودة منتوجها من فعالية لقاحها، ومن خلال تلك المراجعة، توصلت إلى متغير في الفيروس عرف بالسلالة البريطانية المتحورة، وهي أكثر انتشارا من كوفيد 19 المستجد .

وبعد الاعلان عن الفيروس المتحور، وانتشاره خارج بريطانيا في عدد من البلدان ومنها المغرب، ظهرت السلالة الجنوب الافريقية، ثم البرازيلية .

غير أن المغرب كان سباقا إلى الأخذ بتنوع مصادر اللقاح، ومتابعة تطعيم الساكنة وفق برامج صحية منظمة، ومنهجية مدرجة على مستوى الأعمار، بدءا من المسنين فوق 75 سنة، والنزول بالتدرج العمري من مستوى الأعمار في التطعيم باللقاح إلى 65 سنة، ثم 55 سنة، وأيضا 45 سنة، إلى 35 سنة، ثم 25 سنة إلى أن ينحدر منحنى التطعيم إلى 17 سنة . وهو برنامج التطعيم الاجتماعي الخاص بتلقيح الساكنة، والمقيمين الأجانب من سن 17 سنة إلى ما فوق 75 سنة .

اللقاح البريطاني :

يمر اللقاح البريطاني بالرغم من جودته باختبار ميداني على الساحة الدولية، وما يصاحب استعماله من ظهور جلطات دموية على حالات معدودة من الاشخاص ومنها حالات من الوفيات، وإن قلل البريطانيون من تلك الحالات، إلى جانب توصية منظمة الصحة العالمية بسلامة اللقاح البريطاني وقابلية استعماله في مواجهة الفيروس، والتعايش معه من باب التطعيم .

وأخيرا اللقاح الدولي هو تطعيم فرد المجتمع للحد من شوكة الفيروس وانتشاره، اجتماعيا ودوليا، عسى أن تخرج المجموعة الدولية من حالة الطوارئ الصحية العالمية .

ومن ثمة فإن الخلاف من عمل الصينيين، أو البريطانيين، ليس إلا جدلية بحث وتطور معرفي للخروج من استمرارية بقاء الحالة الدولية على حالها في مواجهة الوباء، والتي لازالت في حاجة إلى العمل بالتدابير الاحترازية والتقيد باللقاح المعتمد من طرف المصالح الصحية حرصا على السلامة الفردية والاجتماعية واكتساب المناعة الصحية .


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني