الحياد السلبي لإسبانيا في قضية الصحراء المغربية لا يخدم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

أكد الخبير في العلاقات الدولية عبد الحفيظ أولعلو، أن الحياد السلبي، الذي تنهجه إسبانيا في قضية الصحراء المغربية، لا يخدم العلاقات التاريخية والاستراتيجية القائمة بين البلدين.

وأوضح أولعلو، وهو نائب رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، أن موقف الجار الإيبيري في هذا الشأن، “غير مفهوم، ولا يخدم استقرار المنطقة برمتها، خاصة وأن إسبانيا تدرك جيدا طبيعة النزاع المفتعل القائم بين المغرب والجزائر”.

وأشار إلى أن الخطاب المزدوج هذا لمدريد يعزى أساسا إلى صراعات حزبية ضيقة تذكي المشهد السياسي الإسباني، مبرزا أن هناك جهات إسبانية معادية للوحدة الترابية للمغرب تسعى إلى استدامة التوتر مع الرباط على مستويات عدة.

وفي هذا الصدد، استغرب أولعلو استقبال إسبانيا لزعيم الانفصاليين إبراهيم غالي على أراضيها رغم أن هذا الأخير متابع في عدة قضايا منذ سنة 2016 تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، من تعذيب وقمع وحشي واغتصاب، تعرض له عدد من الصحراويين من حاملي الجنسية الإسبانية، منتقدا عدم تحرك القضاء الإسباني في هذه القضية.

وعلى صعيد متصل، أكد أولعلو أن المغاربة يعتبرون وحدتهم الترابية من أهم الأولويات وخط أحمر لا يقبلون المساومة عليه، مذكرا أن المملكة المغربية، “لم تساند أية حركة انفصالية في إسبانيا، بل تسعى دائما إلى احترام الوحدة الترابية لإسبانيا وسيادتها”.

وشدد على أن المغرب حريص على النهوض بعلاقاته الاستراتيجية مع الجارة الإسبانية، حيث انخرط بشكل فعال ومنذ سنوات، في تعزيز تعاونه مع مدريد في مجالات الأمن ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود ومكافحة المخدرات الصلبة والهجرة السرية.

وخلص إلى أنه يتعين على إسبانيا أن تكون في مستوى الشراكة الاستراتيجية مع المغرب، وأن تتخذ مواقف إيجابية تخدم استدامة شراكتها مع المغرب في كل المجالات.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني