الجزائر.. 60 عام من العداء المجاني والأحقاد المرضية تجاه المغرب

محمد البودالي
لا يفوت بعض المسؤولين الجزائريين الفرصة لتمرير المغالطات والأكاذيب بخصوص أسباب التوتر الدائم مع المغرب.

الجزائر وفي محاولة للدفاع عن سمعتها التي تلطخت كواحدة من رعاة الانفصال والدفاع عن عصابة الوهم، لا تتوقف عن تسويق كاذب لدورها في قضية الصحراء بادعاء أن لا علاقة لها بالموضوع.

فعلى مدار عقدين كاملين لم يمل المغرب أو ييأس من دعوة الجزائر بقلب مفتوح لطي صفحة نزاع مزمن يلقي بظلاله على علاقات البلدين، مع الاستعداد الكامل لتنقية الأجواء، وتجاوز سوء الفهم الذي سيطر على علاقات البلدين من الستينيات ولا زال مستمرا، وتستفيد منه عدة قوى دولية لابتزاز البلدين في رسم السياسة الإقليمية.

وبقدر ما كان المغرب سخيا في دعوات فتح الحدود، وإطلاق حوار شامل لبناء المغرب العربي، وتحقيق التكامل الاقتصادي، وتنسيق المواقف الإقليمية والعربية والدولية، بقدر ما جنحت الجزائر من خلال بنية العسكر المتحكمة في مفاصل الدولة، إلى زرع المزيد من الألغام أمام كل دعوات تنقية الأجواء، وتحسين علاقات الجوار.

كما تعامل المغرب مع العناد الجزائري بكثير من الحكمة والصبر والتجاوز، وهو ما يفسر لدى الإخوة الجزائريين بأنه ضعف مغربي، علما أن المغرب مؤمن بأن هذا التوتر لا يمكن أن يحسم إلا بالحوار، وأن القوة العسكرية مهما كانت لن تخدم بناء البلدين، انطلاقا من قراءة وتأمل التاريخ الحديث حيث لم تنجح حربين عالميتين مدمرتين في فرض إرادة طرف آخر، بقدر ما ساهم الحوار في تبديد الكثير من التوترات بعدد من بقاع العالم.

وبشهادة القوى الدولية، فإن المغرب لم يذخر جهدا لتجاوز منطق الصراع الذي فرضته الجزائر على المغرب في كل المحافل الدولية بشكل دفع المملكة مرارا إلى تفادي المواجهة حتى لا يفتح الباب أمام الخصوم لصب الزيت على النار.

رغم كل ذلك، يتبجح قادة هذا البلد الجار بين الفينة والأخرى بادعاء السعي نحو الإصلاح وبناء علاقات جوار مثالية، والتملص من مسؤوليتهم في دعم واحتضان الانفصال والسعي إلى ضرب المغرب في سيادته ووحدته الترابية.


تعليقات الزوار
  1. @ولد علي

    كل شيئ واضح وكل الدلائل تدل على ان عداء العسكر الجزائري سيستمر ضد الشعب المغربي
    ولا ينتهي إلا بنهاية الحكم العسكري في الجزائر

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني