20 سنة سجنا تفضح جرائم حراك الريف

 

  

سمعنا وقرأنا جميعا بتأييد محكمة الاستئناف لتلك الصادرة عن المحكمة الابتدائية، وبلا شك، سنكون قد اختلجت في أنفسنا مشاعر تعاطف مع المحكومين وعائلاتهم، لكن أليست العواطف سببا رئيسيا في ارتكاب الأخطاء، نرجو أن يفهم القارئ قصدنا. 

 

أصدرت المحكمة قرارها نظرا لإحاطتها الكبيرة بالملف بعد ثمانين جلسة، والقانون واضح، وبالتالي فكل احتجاج على القرار يعد من باب الاستهتار بالقضاء ومشاركة المحكومين في ما قاموا به من جرائم تجاه أمن الدولة والمساس باستقرارها.

نحن لا نخالف القائلين بمشروعية المطالب التي رفعها “حراك الريف” لو بقيت عند السقف المسموح به، لكن بما أنها تجاوزته لما رفع الزفزافي أعلاما تضرب في الدولة وأسسها، فمن الواجب على القانون أن يلعب الدور المنوط به ويتدخل لإيقاف زحف المعتدين على شعب بأكمله معللين ذلك بدعوى وجود خلل إداري له صلة بتنمية مناطق المغرب الشمالية. 

 

احتجاجات اعتباطية عنوانها العنف ضد قوات الأمن ومحاولة قتل مجموعة منهم عبر رشق شاحناتهم بالحجارة وإضرام النار في بعضها، خلفت شبابا انحرفوا عن جادة الصواب وتحولوا إلى مجرمين دون دراية منهم، فقد استكانوا لجهات أجنبية استقووا بها على بلدهم الأم لكن ذلك لم ينفعهم فوقعوا في الحفرة التي حفروها لغيرهم. 

أثبتت العديد من الوثائق أن الزفزافي ليس “زعيما” نزيها كما وصف نفسه وكما ادعى والده، بل حرض مجموعة من العاطلين عن العمل ودون أي شهادات علمية للقيام بمناوشات ضد الدولة بإعانة من دول أخرى كهولاندا وغيرها، لزعزعة أمن المغرب، فقد كان يتلقى أموالا من الخارج وهناك أدلة موثقة بتحويلات مالية مسحوبة من وكالة لتحويل الأموال ومكالمات هاتفية، زد على ذلك اعتراف العديدين من المعتقلين بتلقي أموال من هذه الجهات. 

للتذكير، فالتعنيف الذي صدر عن المحتجين ضد القوات العمومية، خلف عدد كبير من الإصابات في صفوف رجال الأمن، على عكس المحتجين الذين لم تسجل إصابة أي أحد منهم.   

 

في خلاصة القول، من أراد إتباع القيل والقال فحسبه اللجوء إلى المنابر الإعلامية غير الموضوعية، أما من أراد التيقن فبإمكانه الاطلاع على كل الحجج التي تثبت جرائم حراك الريف الذي لم يكن أبدا بريئا وذا أهداف ترجع بالنفع على المجتمع في شموليته.  

 

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني