تحليل إخباري: الصواب والخطأ في إعفاء الملك للوزيرة نبيلة الرميلي

تفضل أمير المؤمنين الملك محمد السادس بإعفاء وزير الصحة نبيلة الرملي بناء على طلبها، وتعيين خالد آيت الطالب وزيرا للصحة.

إعفاء نبيلة الرملي فرضته معطيات ترتبط بتقدير المعنية بالاعفاء لصعوبة الجمع بين حملين ثقيلين، يتمثل الأول تسيير مدينة من حجم الدار البيضاء، مع تسيير وزارة الصحة، علما أن كلا المنصبين يتطلبان تفرغا تاما من طرف أي شخص.

قرار الاعفاء الملكي، كان موضع ترحيب من الرملي وحزبها، بل ومخرجا عمليا لتراكم المناصب خاصة الكبيرة منها، والتي لا يسمح الجمع بينها، للاستجابة لمتطلبات المرحلة من أجل تسريع تنزيل النموذج التنموي، بما يفرضه من مستويات متقدمة للحكامة والنجاعة في الأداء.

تقديم الرميلي لطلب الاعفاء إلى الجناب الشريف، يعتبر قرارا شجاعا وتجسيدا لروح المسؤولية المواطنة من قبل وزيرة الصحة، التي استحضرت في هذا الموقف، تحقيق الصالح العام، بدل التشبث بالكرسي والوجاهة السياسية.

هذا القرار يعتبر أحد نقط الضوء المشجعة في بداية الحكومة ودليل صحة وعافية للجسم الحكومي الذي يستعد لبدء عمله بعد أسبوع على تعيين الحكومة التي أفرزتها صناديق الاقتراع.

القراءة السياسية لهذا القرار هو أنه جنب المغرب هدر الزمن السياسي والتنموي، من خلال التعجيل باتخاذ قرار كان لا بد منه، وبدون أي خلفيات أو حسابات سياسية مثلما يحاول البعض الاصطياد في الماء العكر.

القرار الملكي، خطوة للترحيب بكل طلبات الاعفاء التي يمكن أن تصدر عن أي عضو من أعضاء الحكومة في حال العجز، أو عدم القدرة على النهوض بأعباء المسؤولية، وهو بذلك يمثل سابقة محمودة تصلح لتعويض كل من بات عاجزا عن تسيير الشأن العام.

محمد البودالي


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني