مرحلة التيه بين الدولة واللادولة

سلام محمـد العبودي

[email protected]

” من يحترفون الفوضى في المجتمع, هم بالتأكيد لا يملكون حلاً لمشكلاته, يبحثون عن الزعامة وسط الفوضى”فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي_ صحفي وفيلسوف روسي.

بعد صراع وفوضى سادت الموقف السياسي, ما بين المُطالب بالدولة, ومن يروم الحصول على السلطة, من أجل الحُكم وإسقاط الآخرين, تغير خلال تلك المرحلة, قانون الانتخابات البرلمانية, وتشكيل مسؤولين عن المفوضية المستقلة للانتخابات, أملاً في إنهاء حالة الفوضى, والدخول في مرحلة جديدة تخدم المواطن العراقي, بنظام مستقر سياسياَ  أمنيا وخدمياً.

جرت الانتخابات العراقية بتوفير الحالة الأمنية, بشكل جيد رغم بعض الخروقات, البسيطة التي لن تؤثر, على الوضع بشكل عام, لتعلن المفوضية عن النتائج بسرعة, لم تعهد من قبل, وكان القبول بأولياتها, إلا أن التصريحات تباينت, من حيث نسب المشاركة, واختلاف في عدد المصوتين لبعض المرشحين, بين ما حصلوا عليه من أشرطة, وما تم إعلانه في النتائج النهائية!

دخلت البلاد في مرحلة جديدة من الصراع السياسي, والرفض الشعبي لما أفرزته تلك العملية من نتائج، ورغم إقرار بعض الساسة والمحللين, بأن هناك تغيرات في المشهد، إلا أن هناك مشاكل كثيرة قد تواجهها الكتلة الصدرية, الفائزة بأغلبية انتخابية, في تشكيل الحكومة القادمة، الأمر الذي قد يدخل البلاد في فراغ سياسي؛ وصراعات حزبية جديدة, لعدم تمكن السائرون, من تشكيل الحكومة, في منأى عن البيت الشيعي.

إعتراضاتٌ سياسية تبعتها, إحتجاجات عند بوابة المنطقة الخضراء, لأتباع المرشحين المعترضين, تحولت لاعتصام مفتوح, ليتعرض المحتجون لعملية استفزازية, راح ضحيتها عدد من الشهداء الجرحى, تبعتها أنباء لاستهداف منزل, رئيس مجلس الوزراء مصطفى ألكاظمي, وكالمعتاد لا حظنا الإرباك في التصريحات, الحكومية والأمنية, فهل هي عمليات مفبركة, لإعادة حالة الفوضى؟ أم إنها حقيقة لإذكاء الفتنة, بين المكونات السياسية والحكومة؟

 تشكل مجلس الإطار ألتنسيقي, لتهدئة الوضع المتأزم, ومنع الصدام المسلح, وهنا يسأل المواطن العراقي, “إلى أين يسير العراق ما بعد الانتخابات؟” وهل ينجح تحالف سائرون, في تخطي العقبات وتشكيل الحكومة؟ في وضع اقتصادي متردي, وخدمات شبه معدومة, وارتفاع غير مسبق بالأسعار منذ 2003, يبقى المواطن منتظراً.

” ليس من شر أكبر الفوضى” ذل ما قاله الكاتب الإغريقي سوفوكليس, فالفوضى لا تقدم غير الخراب, وتعطيل الحياة, ولابد من تصدي الحكماء, لخمد الفتنة الانتخابية, والسعي لتكوين حكومة, بعيدة عن المحاصصة السياسية.

فهل سنرى دولة حقيقية, تتمتع بالكفاءة والنزاهة, ولا نشاهد تظاهرات, بعد عام على تشكيل الحكومة المرتقبة؟   

 

 

 

 

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني