ندرة المواد الغذائية تحول الجزائر إلى أضحوكة عالمية بينما ينشغل ساستها الفاشلون بقرع طبول الحرب

لم ينتبه جنرالات الجيش الجزائري أن تركيزهم المفرط والمرضي على المغرب، فاقم معضلات الشعب الجزائري، وحول بلاد ملايين الشهداء كما يتغنى بذلك بعض المخمورين بأكاذيب العسكر، إلى مسخرة عالمية، بعد أن أصبحت وكالات الانباء العالمية تتناقل صور اصطفاف الطوابير الصباحية للحصول على كيس بطاطا، أو شكارة حليب، أو كيلو موز.

البلاد التي تعاني من خصاص حاد في المواد الغذائية، بل وارتفاع أسعارها، بشكل يجعل الجيش يتدخل لتنظيم تسويقها وضمان وصولها إلى المواطنين، تحتاج إلى التركيز على قضاياها الداخلية، وهي أولى بتقرير المصير، طالما أن ستين سنة من الاستقلال، وملايير الدولارات التي تدخل خزينة البلاد سنويا، لم تمكنهم من الحصول على اكتفاء ذاتي من المواد الغذائية، بدل الانشغال بقضايا عصابات تتاجر بقضية تقرير المصير.

مأزق الجزائر الحديثة سيلاحق حكام هذا البلد، الذين جلبوا العار لشعب بات مفروضا عليه أن يصطف لساعات من أجل مواد غذائية بسيطة لا تحتاج هذا العناء، بل إن عدم القدرة على توفير الأمن الغذائي، دليل على أن الجزائر انضمت إلى البلدان الفاشلة التي لا تستطيع حتى تأمين حاجياتها الأساسية فبالأحرى التطاول على جيرانها، ومحاولة فرض أجندات سياسية برهانات الانتقام وبعقلية الحقد والكراهية التي لا مكان لها في تدبير العلاقات الدولية وعلاقات الجوار التي لا يمكن أن تخضع لحسابات تاريخية باتت متجاوزة.

منطق الجزائر في تدبير واقعها السياسي والاقتصادي يفرض على جنرالات العسكر التفرغ للانكباب على قضايا البلد، والاستثمار في الأمن الغذائي لشعب الجزائر بما يضمن توفر البطاطس والحليب والموز بشكل كاف، قبل حشر أنفهم في قضايا الجيران والقارة.

سوء تدبير مصالح الشعب الجزائري حول حكام قصر المرادية إلى أضحوكة عالمية وقد جابت صور اقتحام الجزائريين لحقول الفلاحين بالقوة للحصول على البطاطس، جرائد العواصم العالمية، في الوقت الذي يقرع فيه جنرالات البزنس طبول حرب والتي لا يستطيعون تحمل عواقبها الوخيمة عليهم.


تعليقات الزوار
  1. @Nasser

    Oui. Ici on meurt de faim. On n’a rien à manger. Mais nos femmes ne dansent pas avec le ministre israélien qui a du sang des enfants palestiniens sur les mains. Enfin elles dansent après….

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني