متى تمطر الاجواء

 

بقلم : محمد حسيكي

ذاك هو السؤال الذي يأتيه الجواب من أواخر فصل الخريف إن تمطر الأجواء مبكرة، أو أوائل فصل الشتاء كما هو الحال الجاري بالاسم من الطبيعة على فصل السنة، ويستمر المطر على فترات عطف من ا لقرب، إلى نهاية فصل الربيع، الذي هو وجه الطبيعة من الارض الموسمية .

وعصر المتابعة اليومية للأحوال الجوية من مدار اليابسة، الامطار تسقط كل يوم وليلة على مدار السنة، وبكميات تكفي لتحول اليابسة إلى يانعة خضراء، إن تظافرت الجهود الاجتماعية والدولية في النظم المائية، وعلى مستوى التعاون السياسي والعلمي بين القارات، لتحويل كوكب الارض من مدار فضائي أزرق، إلى مدار طبيعي ذي بيئة خضراء .

رؤية الفلاح الموسمي :

الفلاح الموسمي من حياته الطبيعية، الامطار تغنيه عن الحاجة، إذ ترفع عنه التهميش وتوفر له الشغل والحياة من الارض، التي يعيش فيها على النبات وتربية الحيوانات الأليفة، الذي تتغذى وإياه من البرية .

لذلك كلما حل فصل تجديد الحياة من الارض، الذي يوفر له الشغل وسبل العيش سماه موسم شتاء، أي وافر العطاء من ماء السماء، إن أشتي تجددت الحياة في نفسيته، والخضرة من الارض، وإن لم تأتي من وقتها، تمسك بالطلب لها من نفسيته، أن تأتيه رحمة بحياته وبالقدر الذي يكفيه، ويدفع عنه شر الحاجة من الخصاص الذي يحز في نفسه .

وعهد الديانات السماوية، كان الانسان كلما تأخر المطر عن وقته، تقرب إلى خالقه بالدعاء والصلاة، القائمة على طلب الاستسقاء بالمطر .

وعصر استخدام التكنولوجيا للأغراض العلمية، أثمرت الابحاث والتجارب العلمية النتائج المتوخاة بالاستمطار، لمقاومة الجفاف من سنوات الجذب التي ينحبس فيها المطر عن وقته، كلما اصطدم المدار الجوي مع جزر يبعد التكاتف عن البر .

وبعد أن تحولت الفلاحة من الطبيعية التي تعتمد على الموسمية، إلى الفلاحة الاستثمارية، اتجه الاهتمام حول تشييد الخزانات المائية، وبناء السدود التلية، لجمع المياه لأغراض الشرب والري وإنتاج الطاقة، وممارسة الصيد والرياضة .

رؤية المستثمر :

يساهم التقدم العلمي والاقتصادي، في تغيير وجه الطبيعة والحياة من كوكب الارض، لذلك نجد نظرة الفلاح المستثمر، الذي يدخل السوق من أربعة مواسم سنوية، ليست هي نظرة الفلاح الموسمي الذي يصل السوق مرة في السنة، إن انتج من الخصب اصطدم بالسعر المتدني من السوق، وإن اصطدم بقساوة المناخ، عانى ثانية من الخصاص وارتفاع سعر السلع من السوق .

وأمام التقلبات الطبيعية والمعاملة في الحياة البشرية، فإن الاستمطار ليس حلا بديلا عن الطبيعة، إذ زخات الاستمطار مكلفة ومردوديتها من الارض أقل نفعا من مردودية المطر الموسمي، وأقل جودة من مياه السقي عبر المياه الجوفية أو عيون السواقي الجارية .

وإن كانت المياه في المجموعة الدولية تقاس بحصة الفرد من مخزون بلاده وحاجياته السنوية، فإنها تعاني من تراجعات مهولة على المستوى العالمي، نتيجة التزايد السكاني، خاصة بالمدن التي يتزايد استهلاكها اليومي، خلال الفترات الجافة من المياه بالنسبة للفرد، من وجهة الشرب، والنظافة، على حساب الانتاج الغذائي، والحاجيات لإنتاج الطاقة، وإن تم من الوجهة الاقتصادية اللجوء إلى الساعة الاضافية للاقتصاد في استهلاك الطاقة ، وحماية البيئة الحضرية من الاحترار المناخي بإبعاد المناطق الصناعية خارج المدن، دون اعتبار للاستهلاك المفرط للمياه، الا من الوجهة المادية التي تتسبب في مشاكل اجتماعية بالمدن، من نشاطها المدني دون الصناعي على مدار اليوم .

لكن الأمل معقود على عزيمة المجتمع، واستمرارية العمل فيه، إذ سرعان ما تأتي بالنتائج الملحة، حين تعود الطبيعة من بعد وقفة تأمل إلى صبيبها، وتجد المجتمع لا أثر ولا خلل في عمله، جاهز مما يجد وينبغي له أن يكد فيه، الخزانات المائية متوفرة ومحطات توليد الطاقة متأهبة، والسدود التلية متواجدة لإحياء الطبيعة من مدارها، واستيعاب التدفقات المائية، إلى جانب شبكة القنوات لتدبيرها نحو محطات مياه الشرب، أو توليد الطاقة، أو ري الاراضي الزراعية، والتخفيف عن محطات تحلية المياه، أو تدوير إعادة استعمالها .


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني