إرهابي طاطا.. تحديات جديدة يكشف عنها التحقيق

محمد الشرقاوي
لم تعد الظاهرة الإرهابية غريبة عن المغرب وقد اكتوى بنارها منذ حوالي 20 سنة، وقد طوّر المغرب أدوات التصدي للإرهابيين، قبل أن يشرعوا في تنفيذ مخططاتهم التخريبية، لكن كل مرة يكشف لنا التحقيق عن تحديات جديدة، ومع كل تحد جديد يظهر أن الجهاز الأمني المكلف بمكافحة الإرهاب طوّر من أدائه ومن أدواته، إذ استطاع بفضل هذه الاستراتيجية تجنيب بلادنا عشرات المخططات الإرهابية، التي كانت تستهدف السلم الاجتماعي والأمن الوطني والاستقرار الذي تنعم به بلادنا.
أخير تم توقيف عنصر خطير بطاطا، وكشفت التحقيقات الأولية أن هذا الإرهابي، الذي كان على ارتباط بعناصر إرهابية توجد خارج أرض الوطن وببؤر التوتر، كان يسعى لاستقطاب متطرفين بمشروعه الذي ينبني على استعمال السيارات المفخخة لمهاجمة المقرات الأمنية والرسمية، ولأول مرة يتم الكشف عن مخطط من هذا النوع.
وفي وقت وجيز تم الاهتداء إلى عنصر شريك له في هذا المخطط الإرهابي الخطير، الذي كان يوجد ببلجيكا، حيث تم تبليغ السلطات الأمنية البلجيكية من قبل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالدور التخريبي لهذا العنصر الذي تم توقيفه أيضا في إطار التحقيق في الملف المذكور.
هذه العملية أبانت عن قدرات فائقة في التصدي للظاهرة الإرهابية، وأظهرت أن الجهاز الأمني المكلف بمكافحة الإرهاب يسابق الزمن من أجل توجيه ضربات استيباقية للخلايا الإرهابية وللذئاب المنفردة، التي تخطط لإلحاق الأذى بالوطن، لكن للوطن عيون ساهرة لا تنام من أجل حمايته.
وبموازاة وجود جهاز أمني قوي دوره التصدي للإرهاب قبل مرور المتطرفين لتنفيذ مخططاتهم، طوّر المغرب ترسانة قانونية لمكافحة الإرهاب كان لها أيضا دور كبير في مكافحة التطرف، وتوفير الأداة القانونية في سرعة التصدي، كما لا يمكن أن ننسى أن التصدي القانوني للظاهرة الإرهابي ارتبط بقاضي التحقيق المكلف بمحاربة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا عبد القادر الشنتوف، الذي أظهر صمودا كبيرا في تفكيك النصوص القانونية الخاصة بكل حالة على حدا.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني