الرياضة عنوان رقي الأمم

 

الصادق بنعلال:

بعد حوالي سنتين من الغياب القسري للجماهير الرياضية عن مدرجات الملاعب، شهدت هذه الأخيرة حضورا استثنائيا للمشجعين المتعطشين للفرجة الكروية في عديد المدن المغربية، لمساندة أنديتهم المفضلة والاستمتاع بالعروض الفنية عن قرب، وحث اللاعبين والأطر التقنية والإدارية على مزيد من الاجتهاد والعطاء والإبداع، بهدف إخراج هذه النوادي المتنافسة من أوضاع غير مريحة على مختلف المجالات. وما من شك في أن هذه العودة الجماهيرية الميمونة أيقظت الكرة المغربية من الملل الذي أصابها منذ بداية جائحة كورونا.

ولأننا نعير فرقنا الكروية عناية خاصة، ونسعى إلى أن تكون في مصاف النوادي العالمية المرجعية أداء ونتيجة، لا يسعنا إلا أن نعبر عن فرحتنا باليقظة الفنية والتقنية التي شهدتها لقاءات من الطراز الرفيع، سواء تعلق الأمر بمنافسات البطولة أو كأس العرش، ونأمل أن يستمر نفس الحماس وذات الرغبة العالية في قادم المباريات، حيث بدا أنه ليس هناك أي فرق كبير بين النوادي الكروية الوطنية، إلا في العزيمة والصبر والروح القتالية والإيمان بالفوز حتى الرمق الأخير من عمر المقابلة.

ومن هذا المنطلق يمكن الكرة المغربية أن تتجاوز مجموعة من النقائص والعيوب التي تكبح جماحها وانطلاقتها نحو الأفضل، وتصبح منافسا بالغ القوة لأعتى الفرق الإقليمية والدولية، ولا أدل على ذلك المستوى الرفيع الذي يبصم عليه لاعبونا في الدوريات العربية والأجنبية، فضلا عن الصحوة الكبيرة التي عرفتها الحياة الرياضية على مستوى البنيات التحتية غير المسبوقة.

وعطفا على ما سبق فإننا نترقب مواصلة عملية المساندة والتشجيع الحضاريين، بالأهازيج والأغاني والألواح الجمالية التي رسمتموها في عديد الحوارات الفنية، مع تجنب أي سلوك لا ينسجم والروح الرياضية المحترمة، من قبيل إتلاف ممتلكات الملاعب والشغب والتلفظ بالكلام النابي ، خاصة وأن الجمهور الرياضي المغربي أضحى معروفا بطابعه العائلي، بحيث يحلو لعاشق الرياضة أن يصحب معه زوجته أو أبناءه ، بالتالي ما أحوجنا إلى أن نستمتع بالعروض الكروية الجميلة في مناخ تسوده قيم المحبة والأخوة والاحترام، فالرياضة عنوان رقي الأمم وتقدمها الثقافي والحضاري.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني