شعر الوداد

الطبيب نوري سراج الوائلي
من أجملِ الخلقِ الجميلِ معذّبي = وهو النعيم إلى الفؤادِ المُسلبِ
حلو الضفائرِ والعيونُ مشاتلٌ = ونسيمهُ عطرٌ بوادٍ مُعشبِ
ورد بلونِ خدودها قد أرسلت= لاكنّه من حسنها لم يقربِ
يزهو الصباحُ إذا استقام ببسمةٍ = من ثغرها ومن الثنايا الأعجبِ
الشعرُ يرقصُ بالنسيم مهلّلاً = فوق المناكبِ كالشروقِ المُذهَبِ
لا تجلبي الوردَ البهيّ وتغربي = فالقلبُ مشغوفٌ بودّ مُلهبِ
لا الوردُ يُغني لا الكلام يُجيرني = فالنارُ تبردُ بالودادِ الأقربِ
قد أرهقَ الصبرَ الجميلَ صدودُها = حتى كإنّي بالهلاكِ المرعبِ
أبحرت في العينين كيف أطولها = والعمقُ فيها فاق كلّ الأحجبِ
أفديك عمري دون أيّ تمنّنٍ = ما للحياةِ بدون خلّ مُجذبِ
لا تمنعي روحي لودّك فالهوى = سيفٌ على قلبي اللهوفِ المُتعبِ
في قلبكِ المنشودِ أروعُ رحمةٍ = فألوذ عندك كالدخيلِ المُخضبِ
وإذا دنوت إلى رحابك مُسقماً = أشفى من الأوجاع دون تطبّبِ
لا تعتبي حين انشغلت بعارضٍ = فأنا بعذري كالتقيّ المذنبِ
لطفًا فما عرف الفؤادُ ولا هوى = الّا قرانَك ما لغيرك مطلبي
قلبي الفلات وأنت كالزهر الندي = فاسقي العروقَ من الرحيقِ الأعذبِ
أهواك لم أرضخْ لصدّك يائسًا = فأنا الصبور على الفراق الأصعبِ
إن تطلبي فوق التدلّلِ مهجتي = لبّى إليك القلبُ دون تهيّبِ
إن طال بُعدك فالفؤاد متيّمٌ = وإذا انتظرتُ الدهر لا تتعجّبي
بيني وبينك رحمة وتودّد = الله صاغهما لعيشٍ أطيبِ
سبحان من خلق الوجودَ لغايةٍ = ويعيدُ جودًا كلّ خلقٍ أنسبِ
هذا هو الشعر المُربّي واسمه = شعر الودادِ بلا تغزّلِ كُذّبِ


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني