الحرارة بين الأمس واليوم

 

بقلم : محمد حسيكي

تنسب الحرارة التي تنشط منها الحياة اليومية على كوكب الارض، إلى المدار الشمسي بالاستواء من فصول الربيع والصيف والخريف، عبر مدار السنة .

وهي موزعة على المدار الفضائي للأرض، بين مدار الذوبان شمالا، ومدار الجدي جنوبا، وعلى جهتي الاستواء بين مدار الربيع شمالا، ومدار الخريف جنوبا .

ناهيك عن مناطق المدار الشمسي باليابسة، ذات المدار السنوي، صيفا وخريفا، أي مناطق التسحر ذات المدار الحار المرتفع .

والطريف من الحياة البشرية على وجه الارض، أن مناطق الجنوب أوفر ماء، لعوامل لاتزال طبيعية، مفتقرة للاستثمار عن مناطق الشمال، التي تعرف كثافة سكانية، واستثمارات في مجال الزراعة وتدبير دورة المياه، وتميزا في الغنى، عن مناطق الجنوب التي تعاني من الخصاص في التغذية، كما كشفت عنه الأزمة الروسية الأوكرانية .

الحرارة السنوية :

كل ما يعرف عن الحرارة الشمسية، أنها تنجم عن المدار الشمسي من الاستواء، إلى جهة مدار الذوبان بالقطب، وهو ما يترك غيابه عن جهة فضائية، تشكل مدار التجمد الفضائي، بين القطب والاستواء، والذي يقتصر يومه الشمسي على المدار المنخفض .

إذ المدار الشمسي السنوي بين مدار السرطان بالشمال، ومدار الجدي بالجنوب، ينتج عنه من جهة الاستواء، اليوم الشمسي الحار المرتفع، بينما من الجهة الفضائية، ينتج عنه مدار اليوم الفضائي للأرض بين الغرب والشرق من درجات دنيا، تفصل اليوم الاستوائي من ليل ونهار، والفصل القطبي من مدار التجمد ومدار الذوبان .

الحرارة الموسمية :

تنسب الحرارة الموسمية، إلى العوامل الطبيعية من مدار الارض الشمسي جهة القطب المتجمد، حيث المياه الجوفية باردة، وكأنها تنساب معينها من مدار الذوبان، والمياه السطحية متأثرة بالمدار المرتفع الحرارة من وقت النهار .

وأواخر الستينات من القرن العشرين، كانت الحرارة الشمسية بالظل من وقت الصيف، حين تصل إلى 40 درجة مئوية من بعض المدن الساحلية كمدينة أكادير، والدار البيضاء، فإن ذلك الحدث المناخي الموسمي، يثير الصخب بالمجتمع من وسائل الاعلام .

وكان وقتها، يدور بخلد الساكنة من وقع الخبر، أن الحرارة الموسمية إن وصلت إلى مستوى 43 درجة مئوية، فإن في ذلك عامل اشتعال طبيعي بالحرائق من المنطقة، وهو ما يهدد جمع المحصول من موسم الحصاد، ويفسد الغلال الموسمية السقوية، من ارتفاع درجة الحرارة عن المعدل الطبيعي .

لكن في ظرفية العشرية الثالثة من القرن الواحد والعشرين، حين تتحدث الأنباء عن الحرارة من درجات 47 و 48 درجة مئوية في عدد من المناطق والمدن المغربية، مقترنة بعوامل جفاف سنوي، يضغط على الحياة العامة بندرة في المياه السطحية بالسدود، وغور عميق في المياه الجوفية، التي أضحت تستهوي طموح المستثمرين في شركات إنتاج مياه المائدة .

ومن هذا التحول المناخي الجاف، تحول المغرب إلى تصنيف دولي مع البلدان التي تعاني من الاحترار المناخي من مستوى ثلاث درجات فوق المعدل العالمي، الذي يشغل اهتمام مؤتمر الأمم المتحدة السنوي، حول ارتفاع درجة حرارة الارض، وكيفية معالجتها الدولية في إطار أممي، يحد من النشاط الصناعي المرتبط بارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي .

جهود المغرب في مقاومة الاجتفاف والاحترار :

إن يعمل المغرب جاهدا في إطار الاستثمار في الطاقات المتجددة، في المجال الفلاحي، وإنتاج إمدادات الطاقة الكهربائية للحواضر، لمعالجة النقص الحاصل من الجفاف، في انتاج الطاقة الكهرمائية من السدود، وتوقيف العمل من محطات تكرير النفط الساحلية، للحد من الانبعاثات الناتجة عن النشاط الصناعي، وتعويض الحاجيات المائية في مجال الشرب والري، بإقامة سلسلة محطات تحلية مياه البحر، على امتداد المناطق الساحلية، ومحطات التطهير السائل بالمدن الداخلية، فضلا عن مقاومة التسحر بالمناطق المهددة بزحف الرمال، من عوامل الجفاف المرتبط بالاحترار المناخي .

فإن التزايد السكاني، وحدة الجفاف، وندرة المياه، يمترسون ويجثمون على طريق مشاريع التنمية المستدامة، التي ينهجها المغرب لتقليص الفوارق الاجتماعية، والحد من الهجرة الداخلية، والقارية الغير المشروعة نحو البلاد الأوربية .


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني