ضاية عوا” تبكي على الزمن الجميل بدموع جافة”

 

ضاية عوا” من بحيرة غناء إلى أرض خلاء”
زرت في شهر غشت الحالي رفقة أقرباء وقريبات وأصدقاء وعلى رأسهم الأستاذ الكريم هشام شولادي المتخصص في الدراسات الإسلامية,”ضاية عوا الواقعة بين مدينة إيموزار كندر و مدينة يفرن،فتألمنا لحالها اليوم، وهي التي كانت متنفسا طبيعيا للمنطقة ومنتجعا سياحيا رائعا يقصده الزوار من كل مكان ليستمتعوا بالماء والأسماك والطبيعة الخلابة وسط موقع تحيط به أشجار الغابات وبقايا أصناف من الحيوانات البرية كالقردة التي كانت تؤنس أولئك الزوار المغاربة والأجانب
أما حال الضاية اليوم،فهو أسوأ وأمر،فلن ترى فيه سوى التراب الراكد المتراكم وكأنها ملعب ترابي مهمل،خاوية على عروشها،تستنجد الدولة بسلطاتها المركزية والإقليمية وتبكي بصمت رب السماء والأرض أن ينقذها من هذا الجفاف والشح في الأمطار والثلوج والمياه الجوفية
:لقد كتب عنها موقع “العربي الجديد” سنة 2015 مقالا مفيدا قبل أن تجف و يذهب ماؤها ورونقها وتنفق أسماكها،جاء فيه
ضاية عوا” سنة 2015″
على سفوح جبال الأطلس المتوسط، في ضواحي مدينة إفران شمال المغرب، تتزيّن ضفاف بحيرة “ضاية عوا” بأشجار الصنوبر والبلوط والأرز، فيرسمها اخضرار الأشجار لوحة ربيعية تلامس جمال الأطلس وبهاء طبيعته. لذا يقصدها السيّاح من داخل المملكة ومن خارجها، ليستمتعوا بطبيعة صافية ومناظر خلابة. ولا تكتمل اللوحة إلا بتحليق طيور اللقلاق
بحيرة “ضاية عوا” تعني “بحيرة النورس” باللهجة المغربية الدارجة. وهي إحدى الوجهات السياحية الأبرز في المغرب. مساحتها تقدّر بـ 140 هكتاراً (الهكتار الواحد يساوي 10000 متر مربع). وهي تتغيّر بتغيّر الفصول وتحولات الطقس. تعيش في مياهها أسماك متنوّعة، أبرزها وأكثرها وفرة سمك “الزنجور” النهري
كل ما يحيط بها ساحر. تقع على أطراف مدينة “إفران”، التي تعني باللغة الأمازيغية “الكهوف”، وتلقب بـ”سويسرا الصغيرة” أو “سويسرا العرب”، لما يكسوها من ثلوج ومساحات خضراء تزيد من بهائها، وتقرّبها من مشهد الريف الأوروبي
تشتهر وغاباتها وينابيعها بتنوّعها البيئي. إذ تعيش فيها حيوانات مثل القردة، وضأن البربري، و142 نوعاً من الطيور، مثل اللقلق والبجع والبط البري وطيور الكروان، و33 صنفاً من الزواحف والضفادع. ويمتهن أغلب سكّان المناطق المجاورة للبحيرة الزراعة، خصوصاً التفاح، وتربية الدواجن
على ضفاف البحيرة تصطفّ خيول أمازيغية، متزيّنة بأسرجة منقوشة بزخارف مغربية تقليدية، (كما تبيّن الصور المرفقة في الألبوم)، تقود الزائرين في جولة، فيما تصدح أصوات القرويين، الذين يحترفون ركوبها، بمواويل جبلية يتردّد صداها في جنبات البحيرة.انتهى المقتطف من مقال “العربي الجديد”
من المسؤول؟
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بإلحاح،من المسؤول الحقيقي عن فقدان هذه المعلمة السياحية،أذلك بفعل فاعل بسبب استنزاف الفرشة المائية مع تكاثر زراعة الفواكه مثل أشجار التفاح والخوخ والموجه منها للتصدير و فواكه أخرى في مناطق مختلفة كالأفوكا والبطيخ الأحمر المستهلكة للماء الكثير أم هي مسابح مراكز الاصطياف المتعددة والمسابح الخاصة التي نبتت كالزرع بالمنطقة والمستعملة لمياه الآبار أم أن مواسم الجفاف المتلاحقة وشح مياه الأمطار والثلوج هي العامل الرئيسي في ضياع “ضاية عوا” الخلابة.
على كل حال،نسأل الله تعالى بوجه الرضع والبهائم والعجائز أن ينزل شأبيب رحمته ويأمر الملك ميكائيل عليه السلام المكلف بالسحب والأمطار بأن يحملها بها إلى المنطقة ككل لتغمرها المياه والثلوج وتعود الضاية الشهيرة إلى حيويتها وبهائها
” والمرسلات عرفا ”
أقسم الله تعالى بالرياح حين تهب متتابعة يقفو بعضها بعضا
” فالعاصفات عصفا ”
و بالرياح الشديدة الهبوب المهلكة
” والناشرات نشرا ”
وبالملائكة الموكلين بالسحب يسوقونها حيث شاء الله
وعلى سبيل الذكر،لا يفوتنا هنا أن نحيي رجلا من طينة الأولياء يسهر لوجه الله تعالى بالمنطقة على علاج آفات عظام المفاصل من التواءات و تفككات وغيرها وهو يشتغل بشركة أعلاف الدجاج بدوار سيدي ميمون بإقليم يفرن ويدعى سعيد جردان متزوج وله أبناء يساعدونه في مهمته التمريضية،كان الله معه ورزقه الصحة وحسن العون والرحمة والهناء
تدابير جديدة لمواجهة أزمة ندرة الموارد المائية
ومن أجل الحفاظ على بصيص من الأمل الكبير في عودة المياه إلى المنطقة والمملكة ككل،نشير في الختم إلى أن المغرب قد شرع في اتخاذ تدابير جديدة لمواجهة أزمة ندرة الموارد المائية، من خلال إجراء دراسة جيوتقنية لمشروع ترابط بين عدد من الأحواض المائية.ويواجه المغرب، السنة الجارية، أسوأ موسم جفاف منذ أربعة عقود، حيث قلت التساقطات المطرية وتأثرت الموارد المائية بشكل مقلق.ومن أجل الشروع في تحويل الماء بين الأحواض المائية، أطلقت المديرية العامة لهندسة الماء بوزارة التجهيز والماء طلب عروض لإجراء دراسة جيوتقنية لمشروع ترابط بين أحواض سبو وأبي رقراق وأم الربيع.وحددت وثائق طلب العروض الكلفة الإجمالية لإجراء الدراسة بحوالي 4,5 ملايين درهم، وسيتم فتح الأظرفة المتعلق بالطلب في الـ14 من شتنبر المقبل.كما أطلقت المديرية نفسها طلب عروض آخر يتعلق بدراسة التأثير على البيئة الطبيعية والسوسيو اقتصادية والمردودية الاقتصادية لمشروع الربط بين الأحواض المائية سبو وأبي رقراق وأم الربيع و تانسيفت.وحدد طلب العروض المبلغ الإجمالي لهذه الدراسة بحوالي 4 ملايين درهم، وسيتم فتح الأظرفة بخصوصه في الـ3 من أكتوبر من السنة الجارية.وأوضحت المديرية العامة لهندسة الماء أن ربط الأحواض المائية يأتي في سياق التغيرات المناخية وندرة الموارد المائية، نتيجة تعاقب موجات الجفاف والتوزيع غير المتكافئ للتساقطات المطرية بين الجهات.ويندرج توجه ربط الأحواض المائية سبو وأبي رقراق وأم الربيع في إطار المخطط الوطني للماء 2020-2050، الذي يسعى إلى ضمان تدبير أمثل للأحواض المائية وتقوية أنظمتها تجاه التغيرات المناخية.ويتوخى من مشروع الربط تثمين الموارد المائية التي تصب في البحر، وضمان التزويد بالماء الصالح للشرب في محور الرباط الجديدة ومراكش، وخفض العجز في المياه المسجل في المناطق المسقية في دكالة والحوز.ويهدف المشروع أيضا إلى دعم التنمية السوسيواقتصادية للجهات المستفيدة والتي تضم ساكنة مهمة، وحماية المناطق من الفيضانات في سهل الغرب.مشروع الربط بين الأحواض سيتم عبر مرحلتين؛ الأولى عبر ربط سد سبو بسد سيدي محمد بن عبد الله على مستوى حوض أبي رقراق، والمرحلة الثانية تشمل ربط سد سيدي محمد بن عبد الله وسد إمفوت على مستوى حوض أم الربيع.وحسب بيانات وزارة التجهيز والماء، فإن حقينة السدود على مستوى التراب الوطني بلغت 4324 مليون متر مكعب إلى حدود الأربعاء؛ ما يمثل نسبة ملء تقدر فقط بـ26.9 في المائة، مقابل 6765 ملايين متر مكعب (42.1 في المائة) خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.في ظل هذا الوضع، تخطط الحكومة أيضا لتوسيع الاعتماد على استعمال المياه العادمة المعالجة لأغراض سقي المساحات الخضراء، وكذا لسقي الأراضي الفلاحية والاستعمالات الصناعية وحاجيات الفنادق السياحية.ودفعت هذه الأزمة المائية التي يواجهها المغرب إلى إعلان حالة طوارئ مائية، وإطلاق حملة لتوعية المواطنين بضرورة الحد من تبذير المياه.وتهدف هذه الحملة التوعوية، التي أطلقتها وزارة التجهيز والماء منذ يوليوز المنصرم وتمتد إلى نهاية غشت الجاري، إلى دق ناقوس الخطر في مواجهة الجفاف وكذا رفع الوعي في صفوف المواطنين حول حساسية الوضع.الأحواض المائية
حكم عن الماء والحياة
الغيرة في الحب كالماء للوردة قليله ينعش و كثيره يقتل
أشد العلماء تواضعا أكثرهم علما ، كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماء
ثلاثة انتبه منها : الماء و النار و المرأة .. فالماء يغرق و النار تحرق و المرأة تجنن
الدنيا كالماء المالح كلما ازددت منه شربا ازددت عطشا
ليس من الحكمة والمنطق أن تعيش في الماء وتعتبر التمساح عدوا لك
البئر الجيد يعطيك الماء عند القحط، والصديق الجيد تعرفه عند الحاجة
عبدالفتاح المنطري
كاتب صحافي

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني