محلل سياسي تونسي: الخطاب الملكي تجسيد لرؤية بناءة ولخيار مستقبلي

أكد المحلل السياسي التونسي، محمد نجيب ورغي، أن الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،أمس الأحد ، بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء هو “تجسيد لرؤية بناءة واختيار لمستقبل أفضل”.

 

وقال المحلل في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “إذا كان العمل السياسي في بلدان أخرى يتغذى على الجدل العقيم ومحاولات إلهاء الرأي العام بأسئلة لا مبرر لها ، فإن المغرب بصدد تقديم دليل على الإمكانية الموجودة لاعتماد خيارات ومسارات أخرى لبناء مستقبل أفضل، التي تساهم في الاندماج والتنمية الشاملة “.

 

ووفق المدير السابق لوكالة الأنباء التونسية، فإن الخطاب الملكي يجدد التأكيد، مرة أخرى، على عزم المغرب المضي قدما في الدفاع عن مغربية صحرائه.

 

واعتبر أن الطريق الذي اختاره المغرب هو طريق الحكمة، على اعتبار أنه أفضل ضمانة للتقدم والازدهار المشترك.

 

وأكد أن المسار الذي اختاره المغرب “ينطلق من رؤية تجمع بين العمل الدبلوماسي وتعزيز التنمية الاقتصادية والبشرية في المناطق الجنوبية من المملكة”.

 

ولهذا ، حسب هذا المختص في العلاقات المغاربية و الأورومتوسطية، جاء الخطاب الملكي في وقت مناسب للتذكير ، مرة أخرى ، بالعلاقة السببية القائمة بين العمل الاستراتيجي في مجال التنمية، والتكامل وتعزيز العمق الإفريقي للمغرب على المستويات الإنسانية والثقافية والاقتصادية.

 

وأشار إلى أن تنفيذ المشاريع المهيكلة الكبرى بجنوب المغرب ، وتعبئة استثمارات عمومية ضخمة ، والدور المنوط مستقبلا للقطاع الخاص ، يندرج في إطار منطق واضح.

 

ويتعلق الأمر، وفق المحلل، ب”منح المناطق الجنوبية خصائص تسمح لها بأن تكون منسجمة مع دينامية التنمية التي يشهدها البلد ، مع التركيز، على وجه الخصوص، على البعد الإفريقي، بفضل مبادرات شاملة ومفكر فيها يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

 

وأشار إلى أنه وإدراكا منه أن التنمية هي أهم عنصر لتعزيز التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية ، يرسم جلالة الملك الطريق التي يجب اتباعها من خلال تعبئة الوسائل ، ووضع الإطار المناسب ، ومن خلال إطلاق المشاريع الكبرى ، وفتح المجال للمبادرات الخاصة.

 

ووفق السيد ورغي ، وهو أيضا رئيس تحرير سابق للمجلة التونسية (رياليتي) وصحفية (لابريس)، ، فإن القطاع الخاص مدعو إلى لعب دور مهم، وأن يكون محفزا لهذا المسلسل الإيجابي.

 

ويرى المحلل التونسي أن العمل هو الذي يترجم، بشكل أكثر عقلانية، هذه الرؤية.

 

واعتبر أن أعظم شهادة على أن مغربية الصحراء دخلت مرحلة حاسمة، هي الإنجازات الملموسة والالتزام الراسخ، وبالخصوص الرؤية المستقبلية التي تم رسمها لتستفيد هذه الأقاليم من العمل التنموي و أن تكون ، في ذات الوقت ، فاعلا في هذا المسلسل التنموي.

 

وتستفيد الصحراء المغربية ، يذكر جلالة الملك ” من خلال العمل التنموي الذي نقوم به، إلى ترسيخ هذا الدور التاريخي، وجعله أكثر انفتاحا على المستقبل.”.

 

وأوضح الخبير التونسي ، أنه في إطار هذه الرؤية يندرج البرنامج التنموي الطموح الخاص بالأقاليم الجنوبية.

 

ويرى أن البرنماج ، وبغلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، يعتبر استجابة مناسبة لانشغالات وتطلعات سكان الأقاليم الجنوبية، وعامل محفز لدينامية مبشرة بالوعود وحمالة للآمال.

 

وأشار إلى أن هذه الوعود بعيدة كل البعد عن خيبة الأمل بالنظر إلى أن نسبة الالتزام به بلغت حوالي 80 في المائة، من مجموع الغلاف المالي المخصص له.

 

ولاحظ أنه بعد 47 عاما من المسيرة الخضراء، تم التركيز على المستقبل وعلى استكشاف سبل جديدة لدعم تنمية هذه المنطقة ، مشيرا إلى آفاق كبيرة لا سيما الاستثمار في قطاعات واعدة، منها الطاقات المتجددة وتعزيز العمق الأفريقي لهذه المنطقة.

 

وفي هذا الإطار يندرج المشروع الاستراتيجي أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب والذي ترجم بالتوقيع على مذكرة التفاهم بخصوصه مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

 

ويرى المحلل التونسي أن هذا المشروع الكبير يمنح فرصا وضمانات لدول المجموعة الخمسة عشر ، في مجال الأمن الطاقي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية.

 

ويبرز الخطاب الملكي ، يقول المحلل ، أن جميع الالتزامات التي تم التعهد بها والإنجازات المنفذة والرؤية المرسومة للمستقبل تلتقي نحو نفس الهدف ، وهو الولاء لروح المسيرة الخضراء ، والدفاع عن وحدة الوطن ، وضمان التنمية الشاملة للأقاليم الجنوبية.

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني