بقلم : محمد حسيكي
القهوة والشاي منتوج زراعي تشتهر به بلدان منتجة، وبلدان مستهلكة، والمغرب من البلدان المستوردة للمادتين التي أقبل الساكنة على مناولتهما كمشروب عائلي وتجاري مع بداية القرن العشرين، أولها الشاي الذي انتشر من البيوت، إلى ساحة الأسواق القروية، وثانيها القهوة التي دخلت بيوت الحواضر بعد ظهورها بالمقاهي الأوربية، من الوسط الحضري .
مشروب الشاي :
الشاي مشروب دافئ، يلتف حوله الجمع بين الأفراد والعائلة وجموع الضيافة، يجري إعداده وسط الجماعة في أواني معدنية مضيئة، وكؤوس زجاجية شفافة، منتظمة أمام براد النونة، على طاولة نحاسية أو فضية .
يتناول أهل المغرب الشاي بنبتة النعناع المحلي صيفا، و بنبتة الشيباء الدافئة شتاء، والمحلى بأقراط السكر لاستطابة مذاقه شربا .
وعهد انتشار الوجبات بالأسواق الأسبوعية من الساحة الحضرية قبل القروية، ظهرت من فضاء التسوق مقاهي السوق المنصوبة الخيام، التي تحضر طاولات الشاي للمتسوقين، إلى جانب فطائر الاسفنج .
والمغاربة من حبهم لشرب الشاي تغنوا به على الأمواج الاذاعية، بمناشدة ربة البيت تقديم الصينية وسكب الشاي، وتفريقه على جمع الأحباب .
مشروب القهوة :
القهوة مشروب أسمر، اشتهرت به الحواضر قبل القرى، ومن الطرائف القروية حول المشروب، أن قرويا زار المدينة، ومن شدة إعجاب أهله بالحياة الحضرية الجارية من المدينة، طرحهم السؤال عليه من مدى الاعجاب بالزيارة، فأجاب بالقول، أن ما شد باله من المدينة، مشروب قهوة غامقة السواد كالزيتون الأسود، فأساد الاعجاب من الأذهان مما سمعوا وعلموا.
ومن إعجاب المغاربة بمشروب القهوة، أسموا مكان القهي العمومي الذي يعد الشاي، ووجبات التغذية الاسبوعية بالمقهى، من علاقة على منوال ما يجري إعداده بالحواضر من مكان القهي بالسوق أو الشارع العام .
وكوب القهوة مشروب فردي، يجري ارتشاف كوبه على انفراد، أو مخلوط بالحليب، يحلى بأقراط السكر أو بدون تحلية حسب الرغبة، وهو مشروب لذيذ المذاق منعش ومنشط، يشد الأعصاب البصرية من وقت السهر الليلي، يستعين سائقو السيارات به من أطراف الليل، على الطريق ومن وأوقات القيلولة .
ومن إعجاب العموم بالقهوة، من الفضاء العام، تغنى الطرب بها مناديا على الهواء .
يا قهوجي،،،، يا قهوتي ****** جيب لي اقهيوة .
ومن شحرورة الطرب :
صبوا القهوة وزيدها هيل ****** يا اللي ناره وقادي في ظلام الليل
وبالمقهى يبقى الشاي مرتبط بالصينية، ونادل المقهى بالسوق، قهوجي .
ومقاهي الأسواق تشتغل على تقديم الشاي بالدرجة الأولى، بينما بالحواضر يشتغل ندال المقاهي، على تقديم فناجين القهوة .