اللغة مسار وتطور

 

بقلم : محمد حسيكي

اللغة لسان المرء الناطق، وقلمه المسطور، عرفت قبل الكتابة باللسانية، وحين الكتابة عرفت من اسم اللغة، وهي علم اللسان العاقل الناطق بالكلام المفيد بالدلالة من المعنى والجملة من المبنى، والمركبة بين جملة وأخرى .

ومن ثمة فاللغة من تركيبتها الاجتماعية على شاكلتين:

1. شفاهية : وهي لغة لسانية من قرب لسان لآخر، والجارية على نطق العموم من اللسان الطلق، يحكمها النطق خارج قواعد الكتابة .

2. كتابية : وهي لغة النهج العلمي من رسم الصوت بالحرف اللغوي، تحكمها قواعد الكتابة والنطق من القراءة، وتسمى باللغة العلمية العقلانية منها الحرف ومنها العدد .

ظهور اللغة :

شكلت اللغة عهد ظهورها، ميزة عقلية من الرشد في الحياة البشرية، إذ جمعت من النطق اللسان، وحصفت الرأي بالبيان، وطورت العقل البشري بالمحاكاة من الذكاء الطبيعي، إلى الخيال العلمي، فالذكاء الصناعي، الذي جعل من الآلة مسيرة، ومن الانسان مخيرا .

تطور اللغة :

اكتسبت اللغة مكانة متميزة وقدسية خاصة، من عهد الديانات السماوية، التي شرعت للإنسان الحياة اللائقة، التي تبوؤه المكانة العلمية من حياة أخرى .

وعهد انفصال العلوم المادية عن العلوم الروحية، تربع الدين من شريعته، وارتقى العلم من عمله، وبلغ الانسان من رفعة العيش مبلغ الرفاه، ومن رقي المسكن علو البنيان، ومن التواصل ما فاق الحدود من البر والبحر والسماء والارض، نحو كواكب أخرى .

وتحول الانسان بالسرعة إلى قيادة الآلة، والعمل بها من الجهد والعقل، وطوى الزمن بالعمل حينا كطي الدهر .

وهكذا تطورت اللغة وانتشرت على يد الانسان، من علوم الدين، إلى علوم العقل، ومن لغة الامة إلى لغة المجتمع، ثم لغة العلم التي تعمل بها البشرية، والتي تغير وجه الحياة على كوكب الارض، وعقل الانسان من الواقع الحي إلى الافتراضي الحالم .

اللغة والكتابة :

اللغة من أولها قراءة علمية، مكونة من مجموعة حروف مكتوبة باليد، ومنطوق صوتي باللسان، تتركب منه الكلمة، والجملة التعبيرية الدالة دلالة المعنى، عرف منها الانسان الدين الذي تعلم منه الايمان، والشرع الذي تعلم منه الحكم، والحياة المبنية على العقل، الذي تعلم منه السكينة التي تعم جماعة المجتمع .

لذلك فاللغة من وجهة القراءة، لسان منطوق، ومن وجهة الكتابة قلم مسطور، تطورت من العمل اليدوي، إلى العمل الآلي، ومن الحرف المكتوب، إلى الصوت المسموع، ثم الصورة الصوتية المتحركة، ومن الكتابة اليدوية والآلية إلى الكتابة الالكترونية… إلغ .

ويرجع تطور الفكر البشري إلى تطور طرق الكتابة، وأدوات التواصل التي تقرب المعرفة إلى العقل البشري الذي أضحى غنيا بالمعارف اليومية، التي تغطي جوانب الحياة البشرية، وهي مدار الحياة التي يكد منها الانسان، بين طلعة اليوم ومداره .

اللغة العربية :

تنسب اللغة العربية إلى العرب القيسية، أجازها سيدنا ابراهيم إلى عرب حيمير من الساحل، ونجد، واسم حيمير اسم البحر الاحمر، وعرف من العرب الاولى، ماء مر، من الأحياء العميقة من جوف الارض .

والعرب منهم أبناء أبا القيس، من اللغة، وأبناء ابراهيم من الدين .

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني