الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية: متى يغير العرايشي لجنة انتقاء البرامج ؟

 

بقلم : ذ. محمد خليل

أصبح موسم الانتاج التلفزي مرتبطا برمضان، فأغلب طلبات العروض تكون خاصة بهذا الشهر الكريم، وألفنا أن تنطلق حملات الانتقاد فور بداية بث هذه البرامج الرمضانية، والتي ترفع دائما شعار الحموضة كسمة مميزة لبرامج رمضان.

والواقع الذي لا ينبغي اغفاله هو أن الانتاج التلفزي ما زال محدودا، بسبب غياب قنوات خاصة يمكنها أن تخلق فضاء للمنافسة والابتكار والابداع، لكن احتكار البث التلفزي على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية نتج عنه تحكم في كمية الانتاج ونوعه، وهو ما يعني التحكم في ذوق المغاربة وينتج عنه نفور من القنوات الوطنية وهجرة إعلامية نحو القنوات الدولية عربية كانت أو أجنبية.

لقد ألفنا في كل مناسبة رمضانية أن تنطلق أصوات الاستنكار لطبيعة البرامج ومحتواها وشكلها، وغالبا ما يتم توجيه أصبع الاتهام إلى الكتاب والنصوص أو شركات الانتاج ويتناسى الجميع عنصرا مهما في المعادلة هو لجنة انتقاء البرامج للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.

ويمكن لأي متتبع للقطاع السمعي البصري في المغرب أن يعلم بأن هذه اللجنة غيرت من بعض عناصرها ولكنها أبقت على عناصر أخرى اصبحت خالدة وراسخة لما يفوق عشر سنوات تقريبا، وهذا الأمر يتنافى مع مبدأ التغيير و التطور من أجل إعطاء لحنة الانتقاء فرصة تغيير نمطها ونظرتها في التعامل مع الاعمال المقدمة لها بدون محاباة كيفما كان نوعها.

إن استمرار نفس الاشخاص في تسيير لجنة مهمة تتحكم في ذوق المغاربة قد يؤدي إلى هيمنة صورة نمطية معينة تترسخ مع عامل الوقت، وهو ما يجعل شعارات الجودة والجدة والتميز تصبح نسبية وغير ذات معنى في ظل غياب التجديد والتطور بدل ما يسود حاليا من ترسيخ فكر نظرة معينة من خلال وجود نفس الوجوه في لجنة يفترض أن يتم تغيير كل أعضائها كما حدث في المركز السينمائي المغربي الذي غير جميع أعضاء لحنة القراءة والدعم، وهنا نتساءل لماذا لم يقم المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بتغيير جميع أعضاء لجنة انتقاء البرامج؟


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني