عبد اللطيف مجدوب
لم تعد الديبلوماسيةDiplomacy في مدلولها التقليدي تقف عند تمثيلية بلدين تربطهما علاقات متبادلة ، بل تخطته إلى مفهوم شمولي ؛ تنتظم في إطاره ؛ التعريف بالبلدين على أوسع نطاق ؛ سواء على المستوى التاريخي السياسي أو الاقتصادي والثقافي ، ويندرج تحت هذا المكون الأخير قطاعات ثقافية حيوية ؛ فنية وفولكلورية ، قطْعا هي ذات فعالية أكبر في تقريب البلد والتعريف به ، وهي من التأثير والحدة ؛ في تمرير الرسائل ؛ أكثر بكثير من قراءة كتاب أو كراس حوله ؛ أو بالأحرى مشاهدة مقطع فيديو سياحي له ، وأعني بها تنظيم معارض للصناعة التقليدية أو تظاهرة للون من فنون الموسيقى والسماع التي يزخر بها التراث المغربي ، وكذا حضور عروض للفرس المغربي وفن الخيالة “التبوريدا” أو الفانتازيا..
ديبلوماسية الطبخ
اشتهرت أسفار الملك الراحل الحسن الثاني خارج أرض الوطن باصطحابه أشكالا غنية من التراث المغربي ، كفني التبوريدا والطبخ.. تخصص لها طائرتين تقل على متنها جياد مطهمة إلى جانب أواني ورحاب تقليدية لشي الخرفان على الطريقة المراكشية ، ولعل سجلات وزارة الخارجية في كلا البلدين فرنسا وأمريكا خاصة حافلة بصور معبرة وأشرطة ناطقة لتقريب المشاهدين والحضور ؛ خلال المآدب الرسمية ؛ من إحدى مكونات الثقافة المغربية ، في الطبخ وركوب الفرس.
ديبلوماسية الرياضة
عديدة هي الدول التي لم تكن ذاكرة شعوبها تتجاوز الموقع الجغرافي للمغرب في أفضل الحالات ، لكن سرعان ما انتفضت للتنقيب عنه والبحث في مؤهلاته وموارده البشرية بمجرد أن سطع نجم الفريق المغربي في سماء مونديال قطر 2022 ، كما وقع في تظاهرات رياضية عديدة ، بدءا بالنجوم في ألعاب القوى سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الݣروج..
لذا ؛ ولأهمية هذا القطاع الحيوي الرياضي ؛ أولت الفيفا اهتماما كبيراً للتعريف باللعبة وعملت على ترشيح أسماء رياضية عالمية سفراء لها في العديد من البلدان ، إما متجولين أو قارين.
ديبلوماسية الزربية والقفطان المغربيين
صارت الزربية المغربية تحتل مكانة مرموقة في التراث المغربي المنسوج ، تقام لها معارض جد ضخمة في شتى العواصم الدولية ، تعقد على هامشها أيام دراسية بحضور ممثلين عديدين لفن التشكيل .
بالنسبة للقفطان المغربي ؛ هو الآخر ؛ لا يقل أهمية عن “لباس الكتاب” نظرا لألوان الزخرفة والأنامل البديعة التي سهرت على حياكته ونسجه وطرزه ، فتهافتت عليه دور استعراضية للأزياء لاقتنائه والنسج على منواله ، هذا فضلاً عن حضوره في أشهر متاحف العالم حينما يتعلق الأمر بالحضارة المغربية ذات الروافد المتعددة.