مدير مركز الأبحاث في الهجرة: احتضان المغرب للمرصد الإفريقي إشارة ملكية حكيمة لكي يتحمل العالم كله مسؤوليته في تنظيم الهجرة

 

 

اعتبر مدير مركز الأبحاث في الهجرة عبد الخالق الشلحي أن المؤتمر العالمي للهجرة بمراكش كان ناجحا بكل المقاييس على الرغم من بعض الانتقادات  وانسحاب بعض الدول قبل انعقاده مثل أمريكا والنمسا والمجر ولتشيك وغيرها من البلدان رغم أن الميثاق غير ملزم  .حيث كان من نتائج مؤتمر مراكش أن صودق على ميثاق عالمي للهجرة من قبل 150 دولة وهذا أمر إيجابي بالنسبة لقضية الهجرة  وكذلك للمغرب الذي استضاف هذا المؤتمر الدولي.

وقال عبد الخالق الشلحي أن الميثاق العالمي للهجرة والتنمية الذي تمت المصادقة عليه ، يرمي إلى معالجة ظاهرة الهجرة باعتبارها ظاهرة أضحت دائرتها تتوسع حيث لم يشهد العالم مثل هاته التدفقات مند الحرب العالية الثانية وأصبحت تشكل عبء ثقيلا على العديد من الدول بالعالم . ،فالإتحاد الأوربي بالخصوص يشتكي كثيرا من الظاهرة وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تتوافد عليها موجات وتدفقات من المهاجرين من دول أمريكا الجنوبية والوسطى والمكسيك التي لم يعد بإمكانها استعاب المزيد من المهاجرين مما أدى بها أن تعلن عن انسحابها من الميثاق واعتبرت انه لا يناسب  الاتجاه الذي تسلكه أمريكا في مجال الهجرة .كما أن الضاهرة أصبحت تشكل عبء على كاهل بعض الدول التي يقصدها المهاجرون, وللحد من الظاهرة أو على الأقل التقليص من دائرتها  كان من الضروري أن تتواصل الدول مع بعضها البعض وعقد مثل هذا المؤتمر من اجل تنظيم الهجرة .

وأشار مدير مركز الأبحاث في الهجرة إلى أن هذا الميثاق في صالح المهاجرين وكذلك البلدان التي تشتكي من تنامي الظاهرة ،وبالتالي يلزم على هذه الدول أن تتوافق فيما بينها بما في ذلك دول المنشأ والعبور والاستقبال ،فهذه البلدان كلها يجب أن تتفق على برامج وخطط معينة من اجل ضبط هذه الظاهرة ،لان الهجرة في حالاتها الراهنة لا يمكن أن تعالجها دول واحدة آو بعض الدول بقدر ما يجب على كل دول العالم أن تتجند وتنخرط  في هذه العملية.

وبخصوص التوقيع على احتضان المغرب لمقر المرصد الإفريقي للهجرة قال عبد الخالق الشحلي أن هذا المرصد جاء نتيجة للمقترح الذي تقدم به الملك محمد السادس للقادة الأفارقة خلال القمة الحادية عشر للإتحاد الإفريقي بنواكشوط ،وقد تم الاتفاق عليه بالإجماع  ،حيث أراد الملك أن يكون هناك مرصدا يتتبع ويستقصي ما يجري حول ظاهرة الهجرة وهو ما استجابت له دول الإتحاد الإفريقي. وخلال المؤتمر الدولي للهجرة المنعقد في مراكش تم التوقيع على احتضان المغرب لمقر هذا المرصد وهذا في الحقيقة  عمل ايجابي قامت به المملكة المغربية كونه سيخدم المغرب  وبلدان الإتحاد الأوربي ويساهم في تنظيم الهجرة  حيث سيقف المغرب بالمرصاد في وجه الهجرة السرية  وما ينتج عنها من أعمال سلبية قد لا تشرف المغرب كما أنها تزيد في توطيد العلاقة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي وكذلك المساهمة في تنظيم الهجرة بشكل جيد.

وعن الدور المنوط بإفريقيا في تنظيم الهجرة أشار مدير مركز الأبحاث في الهجرة  إلى أن الهجرة تعني البلدان الإفريقية أكثر ما تعني الإتحاد الأوربي معتبرا أن هاته الهجرة التي تنزح من هذه البلدان مثل دول جنوب الصحراء والساحل الإفريقي وكذلك من المغرب والجزائر وتونس وغيرها من دول شمال إفريقيا تتجه نحو دول الإتحاد الأوربي الذي أصبح بدوره ينتقد كثيرا هاته البلدان الإفريقية ويطالبها بتحمل مسؤولياتها ،ومن هنا نبه صاحب الجلالة قادة هاته الدول وناشدهم  بتحمل مسؤولياتهم بخصوص الظاهرة لضبط المد الهجري الذي ينزح نحو أوربا والجلوس إلى طاولة الحوار لمعالجة الظاهرة على مستوى التنمية ومراجعة الوضع الاقتصادي المتردي في هاته المناطق ،فكما هو معروف أن مغادرة المهاجرين لبلدانهم راجع إلى أسباب منها الحروب الأهلية وعدم المساواة وعدم توزيع الثروة وموارد الدولة بشكل عادل على المواطنين،  وهذا كله  نتج عنه الفقر والمجاعة والأمراض الاجتماعية وانعدام الحريات والأمن والأمان،مما أصبح من المستحيل معه مواصلة الحياة الاجتماعية لهؤلاء المواطنين في بلدانهم ، وبالتالي فصاحب الجلالة يطالب الكل بتحمل مسؤولياته.

كما طالب عبد الخالق الشلحي المجتمع المدني بان يواكب السياسات الرسمية في معالجة قضية الهجرة مشيرا إلى أن المجتمع المدني كان حاضرا بقوة خلال أشغال المؤتمر الدولي للهجرة حيث عقدت ورشات نوقشت فيها قضايا الهجرة والتنمية وكذلك الجانب الحقوقي إذ تمت دعوة الدول المستقبلة  لاحترام هذا الجانب الحقوقي للمهاجرين باعتبارهم ليسوا مهاجرين يشكلون خطرا أو يقومون بأعمال إرهابية بقدر ما هم أشخاص يبحثون عن لقمة العيش والأمان والسلام، فهاته الأمور كلها تصب في صلب حقوق الإنسان وبالتالي وجب على هذه البلدان أن تحترم الجانب الحقوقي. كما أن المؤتمر أيضا نجح في تنظيم الهجرة وبالتالي فالحوار الذي دار والمصادقة على الميثاق العالمي يعني أن الظاهرة سيتم تنظيمها مستقبلا ومن مراكش بدأ التنظيم.

وأضاف  بهذا الخصوص أن دور المجتمع المدني يتمثل في الدفاع عن المهاجرين وهذا شيء إيجابي ويلزم على المجتمع المدني أن يقوم به ، دون أن ننسى أن هذه البلدان التي يقصدها المهاجرون أضحت  غير قادرة على استيعاب المزيد من المهاجرين وعلى المجتمع المدني أن يتفهم وضعية هاته الدول المقصودة حتى يكون منصفا في معالجته لملف الظاهرة ، فالدفاع على المهاجرين أمر ضروري كونهم يعانون من مشاكل ببلدانهم الأصلية  كما أسلفنا الذكر وبسببها هاجروا  بهدف إيجاد أماكن تمكنهم من ظروف معيشية أحسن وإن كانت متواضعة .

وفي تعليق له عن المحادثات الثنائية التي دارت بين المستشارة الألمانية  ورئيس الحكومة على هامش المؤتمر قال مدير مركز الأبحاث في الهجرة أن أنجيلا ميركل أعطت إشارات بأن  بلادها لم تعد على  استعداد لاستقبال المهاجرين المغاربة باعتبار أن ألمانيا تريد أن ترحل كل من لا يملك أوراق أو بطاقة الإقامة وبالتالي كل ما يدخل في إطار الهجرة الغير قانونية ولذلك فالبرلمان الألماني كان قد صادق فيما مضى على ترحيل كل المهاجرين الذين ينتمون إلى بلدان آمنة بمعنى بلدان لا توجد بها حروب ونزاعات ،وهذا يرمي إلى كون ألمانيا لا يمكن أن تستقبل إلا المهاجرين الذين يدخلون في إطار اللجوء السياسي أما المهاجرين الاقتصاديين كما هو معروف في إطار الهجرة ،فلم يعد مرحب بهم بألمانيا رغم أنها في حاجة إلى اليد العاملة إذ أثبتت عدة دراسات حاجتها إلى الملايين من المهاجرين في المستقبل ،لكن ألمانيا حاليا تتحدث عن المهاجرين السياسيين وليس عن المهاجرين الاقتصاديين كما أوضح مدير مركز الأبحاث في الهجرة .

 

 

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني