في بداية السنة الجارية، وتحديدا بضع أسابيع قبل سقوطه في مستنقع فضيحة أخلاقية مدوية، كتب توفيق بوعشرين، ناشر جريدة “أخبار اليوم” وموقعي “اليوم24” و”سلطانة”، بلغة المتنبئ، أن سنة 2018، ستمر “سوداء” على المغرب، متوقعا عودة “الربيع العربي”، و”هروب جماعي كبير” !!!
ولم يكن بوعشرين، أو بالأحرى “بوخمسين” نسبة إلى عدد أشرطته الجنسية الفاضحة التي أدين من أجلها وصدر في حقه حكم بالسجن النافذ لمدة 12 سنة، بعد متابعته من أجل جنح وجنايات “التحرش الجنسي وجلب واستدراج أشخاص للبغاء، من بينهم امرأة حامل، واستعمال وسائل للتصوير والتسجيل”، طبقا للفصول 498، 499 ، 1-503 من القانون الجنائي المغربي، ليعي بأن “عبقره” الذي أوحى إليه بهذه التنبؤات المرضية التي تنم عن حقد دفين ومتأصل لدى صاحبها تجاه الوطن وكل ما يرمز إلى الوطن، أن “السنة السوداء” التي يتحدث عنها، تخصه هو وحده، لا أحدا آخر غيره، فالثورة التي تنبأ بها بوعشرين وهلل فرحا بها كما اهتزت دواخله جذلا عشية خروج بعض الأصوات النشاز وتأسيسها لما سمي بـ”حركة 20 فبراير” غير المأسوف عليها، في سنة 2011، متمنيا لحظتها من كل جوارحه للمغرب مصيرا مثل مصير مصر وتونس وليبيا وغيرها، لكن خاب مسعى كل الزنادقة وتجار الدين وصائدي الفتن ممكن كانوا يملون على بوعشرين أعمدة افتتاحياته المسمومة.
اليوم يقبع بوعشرين في سجن عكاشة، وبالكاد أمضى 8 شهور من مجموع عقوبته السجنية المحددة في 12 سنة سجنا بالتمام والكمال، هذا إن لم ترى غرفة الجنايات الاستئنافية واجبا وضرورة في رفع العقوبة إلى 20 أو 30 سنة، كما يطالب بذلك بعض المحامين، الذين يؤازرون ضحايا هذا الوحش الآدمي.
لعل بوعشرين اليوم وهو بين قضبان زنزانته المظلمة، يتذكر افتتاحياته النارية التي كان يمطر بها من لا يتفق وهواه في الدولة والحكم، ويستحضر دروس الوعظ والإرشاد، ورسائل “علم الأستذة” التي كان يوزعها على الناس، متخذا لنفسه مقعدا بين أولياء الله الصالحين، بينما هو مجرد مكبوت لاهث وراء الجنس الحرام، واستغلال الحاجة والضعف لدى مستخدماته من الصحافيات والعاملات.
صدمة الأشرطة الفضائحية التي سارت بذكرها الركبان، كانت قد شكلت صدمة كبيرة لدى الرأي العام الوطني، فكيف لصاحب “قلم” لا يفتأ عن إعطاء الدروس للدولة والغير، والتحدث بلغة الإصلاحي، أن يرتكب كل هذه الزلات الأخلاقية، فتجده مثلا يكتب افتتاحية عن القدوة السيئة، بينما أجبر في نفس اليوم، سيدة متزوجة وحامل، على ممارسة الجنس معها من الخلف، بالقوة والعنف.
إنه الوحش بوعشرين، سيد المتناقضات، وحده القادر على المزاوجة بين إعطاء الدروس في الأخلاق، واستسهال الخطيئة في الوقت نفسه.