هكذا أعلن بن كيران تمرده على القضاء في ملف حامي الدين

بعد صمته الطويل، وهجعته السياسية.. استفاق بن كيران من صدمة بهدلته من طرف أعضاء حزب العدالة والتنمية، لما شهده حزبهم من إخفاقات وانحرافات عن المشروع المتفق عليه، في ولاية بنكيران، حسب تصريحات بعضهم.. لكن خرجته الجديدة، نطق فيها بما لا يحمد عقباه في ملف حامي الدين.. وعوض الدفاع عن الابن المدلل، رمى به في قفص الاتهام، ونزل منزلة الشاهد الذي يجب استدعاؤه، لإثبات إدانة حامي الدين في قضية القتل.. كيف ذلك؟

بن كيران قال إن هذه القضية يعرفها، وكان فيها ضرب وجرح متبادل، وشجارات متكررة، أدت إلى وفاة طالب.. إلى حدود هذه العبارات فكلام بن كيران مقبول معقول.. يثبت الضرب والجرح، ويثبت أن صاحبه حامي الدين شارك فيه.. صاحبه  المنتمي إلى التيار “الإسلاموي” طبعا، وهذه معلومة مهمة سنعود إليها لاحقا.

وأضاف أن القضية قد بت فيها القضاء وحكمت، ولا يمكن تحريكها مجددا.. من هذا المفتي الذي أفتى بعدم جواز تحريك الملف.. أم أنه أدخلها في صنف البدع والضلالات؟!.. يفتح أي ملف ظهرت فيه معطيات جديدة، وأدلة جديدة، وهذه هي العدالة.. يا من ادعى الدفاع عن العدالة والتنمية!

وأما المحاكمة التي تتحدث عنها، فهي محاكمة طالب قاعدي، وليس حامي الدين الإسلاموي.. يحكي التاريخ الذي تعرفه جيدا، أن حامي قال إنه يساري قاعدي، من رفاق بنعيسى، “قلب الفيستة”..حتى لا يتابع بتهمة القتل العمد.. فحكم بسنتين.. بتهمة المشاركة في الشجار.. غادر أسوار السجن، وطالب بملايين هيئة الإنصاف والمصالحة.. وقال إنه إسلامي ومعتقل سياسي، “عاود قلب الفيستا”.. فنال المراد ونعم بعيش رغد.. فأي محاكمة؟ وأي عدالة؟!

أما الطامة والزلة التي يجب أن تجر بن كيران نفسه إلى المحاكم، وهي قول لن نسلم لكم أخانا.. ستسلمه لمن؟ أليست العدالة؟ إذن بن كيران أعلن تمرده على القضاء.. بن كيران أعلن قيام نظام خاص يفعل فيه مريدوه ما بدا لهم.. أعلن حمايته لحامي الدين، وأكد بلسانه، ” لي ما فيه عظم”، أنها قضية سياسية.. بلغة أدق سنجعلها سياسية حتى لا يحاسب صاحبنا على جريمة القتل.. وأن السنتين التي قضاهما في السجن، تكفيان لإنصاف روح القتيل أيت الجيد.

العدل، يا بن كيران، أن يمتثل حامي الدين لأوامر القضاء، الذي هو فوق الجميع، ويحاكم محاكمة عادلة، ويستمع إلى الشهود ويجيب عن أسئلة الدفاع، وقرينة البراءة لا نقاش فيها إلى أن يثبت العكس.. أما هذا التمرد فهو والله سوءة عظمى ستلاحقك أبد الدهر، ودعوة إلى خرق القوانين.

وأما النصيحة، إن كنت تقبلها، فدع خاتمة مسارك السياسي تتم بخير.. اترك المجال للشباب حتى يدبروا الشأن العام.. وكن أنت الحكيم، لو عرفت للحكمة مسلكا.. تذكر بوستة واليوسفي وبوبكر القادري.. أما أن تخوض في أمور لا طاقة لك على حمل وزرها، فهي “خفة”، يجب أن يصونك شيب رأسك من تهورها.. فقضية أيت الجيد،  مستمرة، وتحمل تفاصيل جديدة.. ستعيد التاريخ إلى الحي الصناعي ظهر المهراز، وستعيد حامي الدين إلى المحاكمة.. وستحكي قصة جديدة، قض القتيل فيها مضجع قتلته.. وسيجرهم جميعا إلى القضاء…!

 

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني