خبث كبير.. حميد شباط يفتري على الراحلة "زليخة نصري" في قبرها

بلغت الوضاعة وقلة المروءة بحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، حد الكذب على الأموات، إذ افترى على المستشارة الراحلة زليخة نصري، وهي في قبرها.

جاء ذلك، أثناء حديث شباط حول ظروف تشكيل الحكومة سنة 2012، من طرف الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، عباس الفاسي، وهو ما دفع الفاسي إلى الخروج ببيان ناري ضد شباط، يتهمه فيه بالكذب والافتراء، على رجال دولة سابقين وحاليين.

ومثلما أقحم شباط السيد فؤاد عالي الهمة، مستشار صاحب الجلالة، في السيناريو المفبرك الذي أطلقه خلال تصريحاته الأخيرة، لم يتردد في الافتراء والكذب على الأموات، وهكذا، لم يطرف له جفن، وهو يقحم حتى الراحلة زليخة نصري، في هذا البوليميك السياسي، علما أن مستشاري صاحب الجلالة، وكما سبق التأكيد على ذلك في بلاغات سابقة، يتخذون نفس المسافة دائما من جميع الفاعلين السياسيين، والهدف الأسمى بالنسبة إليهم، هو تحقيق الصالح العام، دون انحياز لأي طرف على حساب آخر.

الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، عباس الفاسي، فند بالحجة والدليل تصريحات السيكليس، وأكد أن كل ما ورد على لسانه، “هو زائف ويجانب الصواب ولن يمس مطلقا بمصداقيتي ومصداقية السيد فؤاد عالي الهمة والمرحومة زليخة نصري”.

الأكثر من ذلك، رفع عباس الفاسي بعض اللبس بخصوص قرار الانسحاب الغريب من الحكومة في سنة 2013، الذي اتخذه شباط واستجاب له عدد من الوزراء المغلوب على أمرهم، فيما تمرد عليه محمد الوفا، ليستمر في الحكومة رغما عن أنف شباط.

وأوضح الفاسي أن قرار “انسحاب الحزب سنة 2013 من الحكومة لم يكن مفهوما لدى المناضلين والرأي العام، وقد أدى الحزب ثمنا غاليا كما يتجلى ذلك من نتائج الانتخابات الجماعية والانتخابات التشريعية الاخيرة”.

لقد بات مؤكدا، أن كل التصريحات والممارسات التي بدأت تصدر في الآونة الأخيرة عن شباط وحزبه، ليست سوى محاولة للاستعراض السياسي من الحزب، الذي يسعى إلى المزايدة.

إن ما صدر عن شباط من تصريحات مسيئة للجارة الشقيقة، وما تلاه من بيان صادر باسم الحزب، ردا على وزارة الخارجية، يعكس عدم قدرة هذا الحزب السياسي على قراءة المعطيات السياسية بصورة جيدة، وعجزه عن التفاعل مع ما تعيشه الساحة من تطورات داخلية وخارجية، وقصور بين في فهم بعض المواقف التي تصدر عن جهات وأطراف في الدولة.

الخلاصة التي يجب استنتاجها من النازلة، هي أن التصرفات الخرقاء والمتهورة لحميد شباط، أثبتت مرة أخرى أن مواقف المعترضين على دخوله إلى حكومة بنكيران الثانية، كانوا على حق، ولو حصل وأن حصل شباط مثلا، لا قدر الله، على حقيبة حساسة، لتسبب في دمار شامل للعلاقات المغربية الوطيدة مع أكثر من دولة، ولذلك، فإن شباط ليس برجل دولة، ولا يمكنه أن يكون كذلك، فقط لأن كل ما يصدر عنه، من تصرفات وأقوال ومواقف وتصريحات، يدل على أنه أبعد ما يكون عن عالم السياسة، المتسم بالحنكة والتسييس، وأن الرجل يفتقد الرزانة والنضج، وغياب هذه السمات، لوحدها، كافية للحكم على تجربته في أي منصب يمكن أن يتقلده، أو حقيبة يتولاها، بالخسارة.

 

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني