الإرهاب لا يُبرر يا "فرسان الخراب"

بمجرد مقتل اندريه كارلوف، السفير الروسي في أنقرة، حتى دبت حرارة الحماس الظلامي في صفوف “فرسان الخراب” الموالون لحزب العدالة والتنمية، وشرعوا، من خلال تدوينات ملغومة على مواقع التواصل الاجتماعي، في الإشادة بهذا العمل الإرهابي، وتمجيد الفعل المرتكب من طرف عنصر إخواني “مندس” في جهاز الأمن الخاص للرئيس الإخواني رجب طيب أردوغان.

ودون الخوض في مبادئ الشريعة الإسلامية الحقة، التي ترفض مثل هذه الأعمال الإجرامية رفضا تاما، وتتوعد مرتكبها بأوخم العواقب في الحياة الآخرة، فإن كتائب البيجيدي أثبتت مرة أخرى أنها تنهج فكرا مخالفا كل الاختلاف، لتوجهات عامة المغاربة، ملكا وحكومة وشعبا.

إن المغرب، وكما هو متفق عليه، دولة محايدة، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لباقي بلدان العالم، لذلك لم يكن للدولة أن تظل صامتة تجاه تنامي هذا الفكر الظلامي الناشئ، فكان البلاغ المشترك بين وزيري العدل والحريات والداخلية، المندد بما صدر عن الكتائب، والذي أعلن عن فتح تحقيقات واسعة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد هويات المتورطين في تحرير ونشر تدوينات ممجدة لجريمة اغتيال السفير الروسي، والقبض عليهم من أجل إحالتهم على العدالة لينالوا جزاء تحريضهم على الإرهاب، وحتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه مستقبلا الإقدام على تصرفات غير مسؤولة من قبيل الإشادة بالإرهاب وتمجيده أو التحريض عليه، مهما كانت الظروف والأسباب، لأن الإرهاب لا يمكن تبريره كيفما كانت الأحوال.

إن السكوت عن هذه السلوكيات أمر خطير، وهذا ما يستوجب على كل الجهات المختصة في الدولة، التجند بكل إمكانياتها وقدراتها لكبحه، والضرب بقبضة من حديد على دعاة الفتنة والإرهاب، حتى يكونوا عبرة للآخرين.

إن استمرار هذا الفكر، خاصة في ظل الثورة الكبرى التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد وبالملموس، أن دواعش كثر متواجدون بيننا، ولذلك ينبغي التعامل معهم بكل الحزب اللازم.

إن أطروحات التكفير، والتحريض على الإرهاب، ليس فكرا جديدا عند حزب العدالة والتنمية، فقبل أيام قليلة، سبقت مقتل السفير الروسي، خرج كبيرهم، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة “المعلقة”، بتصريحات نارية ضد روسيا الفدرالية، يتهمها بالمسؤولية التامة عن مجازر التدمير والخراب الواقعة في سوريا، محملا هذه الدولة، في انسجام تام مع توجهات الفكر الأردوغاني، والتنظيمات المتطرفة، كل ما وقع ويقع في سوريا.

ولم يبق له إلا أن يحملها كذلك، ما جرى ويجري في ليبيا وتونس ومصر. 

وربما أيضا بورما ونيجيريا وغيرها من بؤر التوتر في العالم.

إن إصرار دعاة الفتنة على تحميل روسيا الفدرالية مسؤولية ما وقع في الشرق الأوسط، هو فكر قاصر، أو متغاض عن الحقيقة. 

فبنكيران وأتباعه، لم يسبق لهم أبدا أن نددوا أو استنكروا الفظاعات والجرائم البشعة ضد الإنسانية، التي ارتكبتها ولا زالت، تنظيمات إرهابية خطيرة جدا، فوق الأراضي السورية والعراقية، ومنها تنظيم “داعش” الإرهابي.

روسيا فقط هي المسؤولة، ولا شيء غيرها في الصورة.

 

 

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني