أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (36)

 

الملالي وفكرهم الكهنوتي ونظرية ولاية الفقيه مشروعاً للخديعة؛ رأس الأفعى في إيران وبيت الكهنة في النجف؟

نظرية فريضة ولاية الفقيه وسياسة الذئب الراعي والقطيع ومصادرة العقول وإلغاء الآخر وقتل الحقيقة وفرض الباطل إما بالسحر (سحر البسطاء بالقول والخرافات) والاحتيال والخداع أو بالمال أو بالسياط والقتل وهتك الحرمات، وتلك هي المأساة التي يعيشها الناس في إيران والعراق ولبنان وسوريا ومناطق أخرى، وتمتد تبعات بغيها وسحرها إلى بقاع الأرض في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم، وقد يقود الكلب الراعي القطيع إلى حيث الأمان في حظائره لكن إلى أين سيقوده الذئب الراعي إن تولى أمره.

سعت إحدى المناضلات الفاضلات بالشراكة مع بعض المناضلين الفاضلين إلى عمل حلقة تنويرية موفقة عن نظرية ولاية الفقيه وكان من المفروض أن أكون معهم ولكن شاء القدر بشكل أو بآخر أن تخلفت عنهم رغماً عني رغم محاولتي المشاركة..، وهنا أبين وجهة نظري لعلي أُضيف شيئاً إلى جهدهم، وهدفنا جميعا بشكل عام هو تحرير العقل البشري من الأسر.. خاصة من أسر الملالي وكهنة قم والنجف ومؤامرة ولاية الفقيه.

مؤامرة ولاية الفقيه

بداية.. لم يخلق الله العظيم العقل هباءا أو عبثاً استغفر الله بل خلقه نعمة منه على البشر كي يعقلوا.. العقل ليعقلوا وليس ليضلوا ويخضعوا عبيداً لغير الله، ولغة المزايدة في أي شيء هي لغة مرفوضة ولا تنم إلا عن جهل وخواءٍ روحي وفكري، وكذلك احترام أهل العلم والإيمان الحقيقيين فريضة واجبة خُلقاً وشرعاً، كما أن رفض أهل الكذب والخداع والإدعاء بالباطل فريضة، وهنا يأتي دور العقل بالإطلاع والمتابعة والمراجعة والمقارنة ثم الفرز خاصة عندما يكون هناك سبيلا أو وسيلة ثابتة للقياس والمقارنة والإرتكاز حتى نتخلص من نهج العقيدة المتوارثة ومن الخطايا المتوارثة، وأخطر الخطايا هي تلك التي يتم توريثها والتاريخ المغلوط المسموم.. التاريخ الذي ساهم هؤلاء الكهنة في النجف وقم وأماكن أخرى في صناعته وفرضوا على القطيع اتباعهم بعد أن عبثوا بعقولهم ومشاعرهم وفطرتهم النقية.

ليست نظرية ولاية الفقيه بالأمر الجديد فقد كانت دائما الوسيلة لاحتواء المجتمعات من أجل الهيمنة والسلطة وحماية العروش بالباطل من أجل متاع الحياة الدنيا بدون وجه حق، كذلك لم يكن خميني وجنوده هم أول من طرح مصطلح ولاية الفقيه فالمرجعية الدينية هي ضمن إطار ولاية الفقيه على نحو ماكر إذ تُلزِم نظرية تقليد المرجع أن يتم اتباعه وطاعته في كل شيء، ودفع الأموال إليه ولا يحق للقطيع مساءلته في شيء كما أنه ليس مسؤولا عن حماية القطيع، ويعمل تماماً بسياسة الذئب الراعي وليس بسياسة الكلب الراعي، وهنيئا لهذه وتلك القطعان البائسة فرض عليها من يرتدي لامة الفقيه بدون فقه مبايعة اللصوص والإمعات والمصادقة على مشاريع الخراب والضياع.. فرضَ عليها فأطاعت وساء أمرها واشتكت وبكت ولكنها لا تزال تمارس نفس الخطيئة والذئب لا يزل ذئباً ولن يتغير.

نظرية ولاية الفقيه التي حولها خميني وخامنئي وجنودهما وكافة الذئاب الراعية أمثالهم إلى فريضة واجبة على ذوي العقول المخدرة والإرادة المسلوبة الذين فقدوا بالنهاية صفتهم الآدمية؛ ما هي اليوم إلا مؤامرة من قبل ما يسمون أنفسهم بالفقهاء وما هم إلا وعاظاً للسلاطين لاهثين حول عروشهم وقد كانوا جزءا من طغيانهم أو أساساً متيناً لطغيانهم ومشرعين لحكمهم الاستبدادي وبفعل ولائهم للباطل باتت لهم مدارس تُدرس غيهم وبهتانهم من خلال تخدير عقول الضحايا والعبث بمشاعرهم من خلال الدين والحب والموالاة للرسول المصطفى (ص) وآل بيته الكرام، وبالأمس كان هؤلاء الكهنة يبحثون عما يُديم عز مولاهم السلطان ولي النعم كي ينعموا في نعيمه غافلين عن نعيم الله ومساءلة يوم الحساب؛ فنصبوا من أنفسهم فقهاء على الناس يسلبونهم عقولهم وإرادتهم وينهبون أموالهم، وهنا لا أعترض على أداء فريضة الزكاة أو الصدقة أو الخمس أو غير ذلك لكنني أعترض على كيفية التطبيق وأنه لابد من تسليم هذه الأموال كلها أو بعضها للكاهن الفقيه علما بأن المؤدي لهذه الأموال يعلم بحال جاره وأخيه وخاله وعمته وذويه الفقراء ولا يقدم لهم تلك الأموال لمساعدتهم لكنه يقدمها للكاهن المحتال الذي يكتنز المال ولا يُعين به المجتمع علما بأن هذا المال هو لإعانة المجتمع وإصلاحه وتنميته وتيسير الحياة فيه، وباطلٌ شرعاً أن تترك جارك وصديقك وقريبك فقيراً غير آبهاً لتذهب بأموالك إلى الكاهن سواء كان في النجف أو قم أو مشهد أو لبنان أو أي مكان أو أي معتقد، والمشكلة على الأغلب في القطيع الذي يسوقه هذا الذئب الراعي، واليوم بعد أن أصبح السلطان لهم يريدون تحويل مؤامرة ولاية الفقيه من مرحلة المرجعية الفريضة إلى مرحلة فريضة السلطة الكاملة شرعياً وسياسياً واقتصادياً.. والمصيبة الكبرى أن المتبعين لهذه النظرية لم يسألوا أبداً عن توفر الشروط اللازمة في هذا الفقيه ليعلموا إن كان فقيها أم صعلوكاً ماكراً.. والشروط الواجب توفرها (أن يكون طاهر المنبت والنشأة مشهوداً له بين العوام بحسن السيرة والسلوك.. عالما فقيها مجاهداً ووفق هذه الشروط تكون ريادة المرجعية للأعلم أي لمن توافرت فيه الشروط وكان أعلم) وحسب المذهب الجعفري لم تتوافر الشروط في خميني ولا في خامنئي ولا في كهنة النجف ولم يكن أحداً فيهم الأعلم بل هم فريضة تفرضهم سياسة المؤامرة ويتقبلها القطيع، ولن تنتهي هذه المأساة إلا بتطبيق شعار (اشنقوهم بعمائمهم واشنقوا كلابهم بأمعائهم).. ومرة أخرى هنيئا لهذه وتلك القطعان البائسة فرض عليها من يرتدي لامة الفقيه بلا فقه مبايعة اللصوص والإمعات والمصادقة على مشاريع الخراب والضياع، وأطاعت وساء أمرها واشتكت وبكت ولكنها لا تزال تمارس نفس الخطيئة والذئب لا يزل ذئباً.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.

د.محمد الموسوي / كاتب عراقي

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني