محمد الشرقاوي
تتواصل الحملة التطهيرية لشوارع مدينة سلا، والتي جاءت تنفيذا للقوانين الجاري بها العمل، وتحت تعليمات السيد عامل إقليم سلا وبمشاركة رجال السلطة بكافة رتبهم ومستوياتهم، والتي جاءت في موعدها وحقق الأهداف المسطرة من ورائها.
ومن اللافت للانتباه أن بعض المناطق بالمدينة شهدت دقة متناهية في تنفيذ الحملة، سواء من حيث وضع الخطة السليمة، التي تقتضي تنقية شاملة لشوارع وأزقة المدينة أو من حيث ضمان عدم عودة من يتم إنهاء وجودهم غير القانوني ببعض المواقع. والنموذج هنا يتجسد في قائد باب بوحاجة، الذي أشرف بمعية مساعديه ورجال السلطة والقوات المساعدة، على إنهاء كل مظاهر التسيب القانوني.
وشهدت المنطقة، التي تدخل تحت نفوذه الترابي، تطهير شوارع 2 مارس والملاح الجديد وشارع بنعبود، التي ما عادت تعرف تلك المظاهر المشينة من احتلال واسع النطاق للملك العمومي، حيث كانت حياة الناس جحيما لا يطاق حيث لا يمكن التحرك بسلالة في أي وقت من الأوقات، أما بعد الحملة، فقد ظهرت المنطقة وكأنها عاد للحياة من جديد بعد أن تم تنقية الشوارع المذكور بشكل نهائي ومطلق من كل مظاهر احتلال الملك العمومي من قبل الباعة الجائلون وأصحاب المقاهي والمطاعم.
والنموذج الثاني الذي يضرب به المثل في مدينة سلا، هو قائد المدينة العتيقة، الذي تمكن بفضل العمل الجاد والمتقن من تحرير العديد من الشوارع والساحات وبشكل نهائي من أصحاب العربات وغيرها، وكذلك من أصحاب المطاعم والمقاهي، الذين يحتلون الملك العمومي بأشكال تشوه منظر المدينة، وهكذا تم إنهاء الظاهرة بكل من السوق الكبير وباب الخميس وباب سبتة، وهي الأماكن، التي تعرف كثافة سكانية ظاهرة ولا غبار عليها.
وحسب المعطيات المحصل عليها وحسب معاينتنا للواقع، يتبين أن المنطقة المذكورة بشكل نهائي ومطلق من أي احتلال للملك العمومي، ولم يشكل هذا فقط ارتياحا لدى الساكنة، بل حتى لدى التجار وأصحابا الدكاكين، الذين كانوا يشتكون من المنافسة غير الشريفة لأصحاب العربات والطابلات، في وقت يؤدي أصحاب الدكاكين الضرائب بينما “الفراشة” لا يؤدون شيئا بما يجعل المنافسة غير متكافئة، اما اليوم فكل من التقيناهم عبر عن ارتياحه للحملة، التي أعادت الأمور إلى نصابها.
كلاش تيفي