الجزائر: من مهزلة تزوير الانتخابات إلى مسرحية فضيحة مجلة “العسكر”…!

مروان زنيبر
تطوَّرتْ فجأة مكونات المشهد السياسي في بلاد القوة الثالثة عالميا، في اتجاه غامض، وهوت بكل قوتها نحو قاع مظلم سحيق يحول دون رؤية مستقبل امة أصبح فيها مركز الثقل الأساسي للسلطة بيد المؤسسة العسكرية، وأنها هي وحدها من تحدد الخطوط العريضة للسياسات الداخلية والخارجية للبلاد، لا يهمها الفضائح…
فبعد البيان التنديدي المشترك للمرشحين، الثلاثة للانتخابات الرئاسية الجزائرية، بما فيهم مرشح العسكر ال ” تبون” الذي شكك في الأرقام المزورة المعلن عنها باعتبار- حسب البيان – تناقض وغموض الأرقام التي تم تسجيلها في الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، وعدم تطابقها مع محاضر فرز وتركيز الأصوات المسلمة من طرف اللجان البلدية والولائية.
وفي الوقت الذي لا زالت فيه الأنظار متجهة نحو المحكمة الدستورية التي يقع على عاتقها إعلان النتائج النهائية، بعد تلقيها الطعون، حيث لا زالت تبحث عن تخريجية للخروج من مأزق حقيقي، تورطت فيه، اذ لا يعقل تزييف الأرقام التي قدمها علانية رئيس لجنة الانتخابات محمد شرفي(80 سنة)، علما ان العملية الحسابية البسيطة تعطينا نسبة لا تتعدى 23 في المائة، من عدد المصوتين الذين بلغ عددهم، (5 ملايين و630 ألف) من أصل 24 مليون مسجل في قوائم اللوائح الانتخابية…ليبقى السؤال المحير والذي ينتظره الجميع للإجابة عليه، هو من اين جيء بنسبة 48.03 التي تم الإعلان عنها في بلاغ حكومي رسمي؟؟ ويكفي ان “جريدة لوبنيون ” الفرنسية تطرقت في تقرير لها، على ان النسبة الحقيقية في الانتخابات الرئاسية في الجزائر لم تتعدى 10 في المائة…
وفي ظل هذه الخروقات التي طالت الانتخابات الفريدة من نوعها في بلاد القوة الثالثة عالميا، وبغض النظر عن –شوهة – ما افرزته عبقرية مخابرات العسكر، الني وقعت في خطا فادح أصبح حديث وسائل اعلام دولية، لم يعد من حق الأمم الأخرى أن “تضحك من جهل عصابة أصبحت اضحوكة العالم” تماشيا مع ما قاله أبو الطيب المتنبي في مطلع احدى قصائده “يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”. بل بات في وسع الأمم أن تقهقه وبصوت عال مستفز من سذاجة عصابة نظام عسكري فقد مناعته وسقطت حصانته وتفشى فيه الفساد…

وضمن هذا النقاش، كتبت مجلة “الجيش” لسان حال المؤسسة العسكرية افتتاحيةً، اعتبرت فيها أن الانتخابات الرئاسية حققت نجاحا باهرا على نهج ترسيخ المسار الديمقراطي”. وذكرت أن “الشعب الجزائري السيد قال كلمة الفصل بمنح صوته للسيد الرئيس لمواصلة مسار الإصلاحات العميقة والتدريجية التي باشرها خلال عهدته الرئاسية الأولى والتي كانت حبلى بالإنجازات”.
وتطرقت المجلة لإسهامات الجيش الوطني الشعبي إلى جانب المصالح الأمنية الأخرى في إنجاح هذا الموعد الانتخابي الهام من خلال تأمين العملية الانتخابية وتوفير جميع الظروف الملائمة، وباعتبار كذلك ان الجيش هو من وقف الى جانب ال ” تبون” للظفر بمنصب الرئيس!!

وأضافت المجلة: “الأكيد أن استعادة الشعب الجزائري ثقته في مؤسسات دولته وما تبعها من إنجازات نوعية في كل المجالات دون استثناء سيكون حافزا قويا خلال العهدة الرئاسية الجديدة للمواصلة على نهج التطور والازدهار وكسب المزيد من الرهانات…
وحسب المتتبعين، فمجلة الجيش التي أصبحت ناطقا باسم الرئيس المزور، خرجت عن نطاق المصداقية، بحكم انها أصدرت معلومات خاطئة و مغلوطة قبل حتى صدور النتائج النهائية من طرف المحكمة الدستورية، بل يرى البعض ان ما جاء من تهليل بنجاح الانتخابات الرئاسية، تمت صياغته حتى قبل اجراء الانتخابات، علما ان النظام في بلاد القوة الثالثة عالميا بليد، وسيبقى الى الابد كما هو، واكيد ان سفينة العصابة غارقة لا ريب فيها، ولا همّ لمن يصعد او يتخلف، فسياسة النعامة سوف لن تنفع عصابة السوء، في مواجهة مرتقبة لشعب غاضب لن يرضى باستمرار مهازل و فضائح العسكر…


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني