على غير المعتاد، مر الاحتفال الذي نظمته جبهة البوليساريو الانفصالية بمناسبة الذكرى الرابعة لما تسميه بـ”الحرب ضد المملكة المغربية”، في أجواء باهتة وغياب ملحوظ لزعيم الجبهة إبراهيم غالي. وألقى الكلمة نيابة عنه “وزير الدفاع” في الجبهة، مؤكدًا استمرار المواجهة العسكرية ضد المغرب.
وأثار غياب غالي تساؤلات عديدة حول أسباب هذا التحول، فيما لم تقم الجبهة بأي استعراض عسكري أو عرض لقواتها وأسلحتها كما جرت العادة، بالإضافة إلى انعدام التغطية الإعلامية الجزائرية المرافقة لمثل هذه المناسبات. يأتي هذا في سياق النكسات الدبلوماسية المتتالية التي منيت بها الجزائر والبوليساريو، في مقابل المكاسب المهمة التي يحققها المغرب في ملف الصحراء المغربية على الساحة الدولية.
وكان المغرب قد وجه في عام 2022 ضربة موجعة للجبهة، عندما استهدفت الطائرات المسيرة المغربية موقع احتفال مماثل، ما أجبر قيادة البوليساريو على إجلاء زعيمها بعيدًا عن المنطقة لتجنب المزيد من الخسائر.
تظهر هذه المؤشرات تراجع زخم الجبهة الانفصالية وانحسار نفوذها، في ظل التفوق العسكري المغربي والاعتراف الدولي المتزايد بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، مما يضعف موقف الجزائر والبوليساريو في هذا النزاع الإقليمي.