محمد الشرقاوي
تعتبر مؤسسة القضاء من أهم المؤسسات في الحفاظ على حقوق المواطنين، ومن أشد الوسائل التي ينتصف بها الإنسان من مظالمه، ولهذا عرف القطاع تطورا كبيرا، وخصوصا بعد تعيين واحدا من أبرز العاملين في القطاع على رأس المجلس الأعلى للسلطة القضائية من قبل جلالة الملك محمد السادس، أي محمد بنعبد النبوي، كما يوجد بهذه المؤسسة رجل من العيار الثقيل، ويتعلق الأمر بمولاي الحسن الداكي، الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة، وهما شخصيتين من العيار الثقيل يتميزان بالصرامة في العمل القضائي، وتنعكس هذه الجدية على عمل المحاكم بشكل كبير.
وكنموذج لهذا العمل الجاد ما تعرفه المحكمة الابتدائية بسلا، التي عرفت تطورا كبيرا، وسجلت خلال السنة التي ودعناها نتائج إيجابية ومبهرة، وينتظر أن تتضاعف الجهود والنتائج خلال السنة التي استقبلناها، ومنذ قدوم وكيل جلالة الملك إليها وهي تعرف دينامية جدية تجلت في كلفة المجالات، سواء فيما بتعلق بتدبير الشؤون المعروضة على المحكمة أو ما يتعلق بمرافقها ومحيطها.
وقد تمكن وكيل جلالة الملك وفي الفترة التي قضاها في منصبه بالمحكمة الابتدائية بمدينة سلا، من القضاء على ظاهرة استعمال الشهادات الطبية المزيفة بشكل شبه كلي، وهي الظاهرة التي كانت تسيء للقضاء قبل أن تؤثر على مصالح المتقاضين، كما تمكن بتنسيق تام مع مصالح الأمن، المكلفة بتأمين المحكمة من القضاء على ظاهرة شهود الزور، الذين كانوا يجوبون ردهات المحكمة وجوانبها، وبشهادة الجميع فقد تم القضاء على هذه الظاهرة.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن نواب وكيل جلالة الملك يقومون بدور كبير في معالجة الملفات المعروضة عليهم حيث يتميز عملهم بالسلاسة، كما تعرف عملية التنسيق مع الشرطة القضائية انسيابية كبيرة تسهل عمل الطرفين.
وهناك حرص تام من كافة أطر المحكمة من رئيسها إلى آخر عنصر قصد القيام بالواجب على أحسن وجه ممكن، ويشكل رئيس المحكمة دينامو عملية التدبير الجيد والشامل، وينتابك شعور بأن المحكمة تعمل كخلية نحل، ويشهد على ذلك الموظفون وكتاب الضبط والمحامون وكل الأطر المشكلة لهيئة المحكمة.
ويؤدي عناصر الأمن المكلفين بتأمين محيط ومكاتب المحكمة بدور جدي وكبير في منع تسرب الظواهر المشينة، ويقومون بدور أساسي في ضمان ولوج آمن لمرافق المحكمة.
كلاش تيفي