المغرب – فرنسا.. الشراكة بين البلدين تشهد دينامية غير مسبوقة وتجديد الإشادة بالموقف التاريخي لفرنسا الداعم لمغربية الصحراء (ولد الرشيد)
أكد رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، أن الشراكة المغربية-الفرنسية تشهد دينامية غير مسبوقة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية والثقافية، بفضل الإرادة المشتركة لقائدي البلدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وفخامة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وأبرز السيد ولد الرشيد خلال لقاء صحفي مشترك مع رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، عقب مباحثات أجرياها أمس الاثنين 24 فبراير 2025 بمقر المجلس، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها السيد لارشي للمملكة “تجسد الإرادة الراسخة والمتجددة لترصيد المكتسبات النوعية لمسار الصداقة والتعاون القائمة بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ الفرنسي، الموسوم بالحوار المنتظم والبناء والعمل المتواصل”.
وأضاف أن الجانبين شددا على دور الدبلوماسية البرلمانية كرافد أساسي لمواكبة هذه الدينامية الاستثنائية، وتوطيد دعامات البناء المشترك، خدمة للمصالح العليا لبلدينا الصديقين.
كما أكدا، يتابع السيد ولد الرشيد، على ضرورة إقامة إطار متكامل للتعاون البرلماني الثنائي، قوامه التشاور والتنسيق الوثيقين في كل القضايا المشتركة، وتكثيف تبادل الزيارات الرسمية، والتنظيم المشترك للفعاليات البرلمانية، والتنسيق في المحافل البرلمانية الدولية، وتعزيز تبادل التجارب والخبرات في كل المجالات المرتبطة بالعمل البرلماني، وتفعيل مجموعتي الصداقة بالمجلسين، بالإضافة إلى المنتدى البرلماني المغربي الفرنسي، “الذي يعتبر منصة متميزة لتبادل الرؤى وتنسيق الجهود بين جميع الحساسيات السياسية البرلمانية بخصوص مختلف القضايا المشتركة”.
وأفاد بأن اللقاء كان مناسبة كذلك، للتأكيد على التجربة الإصلاحية الرائدة للمملكة، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك، ومسيرتها التنموية الشاملة في كافة ربوع المملكة “في إطار بناء مؤسساتي دستوري متقدم، وفي ظل حياة ديمقراطية حيوية، ومشاركة واسعة وانخراط بناء للمواطنات والمواطنين”.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، ذكر رئيس مجلس المستشارين، أن الجانبين جددا الإشادة بالموقف التاريخي لفرنسا الذي يؤكد أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية.
وسجل أن هذا الموقف يأتي في إطار دينامية الدعم الدولي المتنامي للمبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، “والتي تحظى بتأييد متزايد وصريح من المجتمع الدولي، إيمانا منه برؤية المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، من أجل مستقبل الصحراء المغربية”.
ومن جهته دعا رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، خلال اللقاء الصحفي المشترك مع رئيس مجلس المستشارين إلى تطوير الشراكة مع المغرب لتشمل القارة الإفريقية، خاصة في سياق عالمي موسوم بـ”اللايقين”.
وأكد السيد لارشي أن الزيارة التي يقوم بها للمملكة، تروم كتابة “فصل برلماني جديد” في الكتاب الجديد للعلاقات بين المغرب وفرنسا، “الذي دعانا جلالة الملك محمد السادس إلى كتابته سويا”.
وفي سياق متصل ذكر لارشي، بتأكيد رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، خلال زيارة الدولة التي قام بها مؤخرا للمغرب، على أن “حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية”.
وسجل رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي أن الشراكة المبرمة بين البلدين تهم 47 مشروعا في مجالات الطاقة، البنيات التحتية، النقل، ومكافحة الإجهاد المائي، مع تركيز خاص على الرأسمال البشري.
كما رحب بمشاركة السيد ولد الرشيد في يوليوز المقبل بباريس، في أشغال الدورة الـ50 للبرلمانات الفرنكوفونية، مبرزا أن المغرب يمثل حلقة محورية في التعاون البرلماني الدولي.
تجدر الإشارة الى أن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي يقوم بزيارة رسمية للمملكة على رأس وفد هام، سيجري خلالها مباحثات، على الخصوص، مع رئيس الحكومة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، كما تشمل هذه الزيارة مدينة العيون بالصحراء المغربية.