إحياء المغرب ليلة القدر

 

بقلم : محمد حسيكي

يقترن إحياء ليلة القدر في الدين الإسلامي بأداء فريضة الصوم من شهر رمضان الأبرك، وهي ليلة تعبدية معززة للفرض من الصوم بإحياء ليلة للصلاة وعمارة المسجد على هدى وتقوى من الله، تأكيدا للعمل بالسنة المرتبطة بالفرض، واستجابة لدعوة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم الذي دعا إلى إحيائها من شد الرحال، نحو الحرم المكي من مكة المكرمة، ومسجده بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بالقدس الشريف .

وليلة القدر هي ليلة مميزة بالعبادة من ذات شأن وقدر كبير عند الله، الذي سماها في محكم الكتاب ليلة القدر، فيها أنزل الوحي بالقرآن الكريم على الرسول الأمين، قراءة، ترفع الجهل من الدين، وعلما تنتفع به الأمة، من القراءة وتتعبد به من الصلاة، و تقضى به كل أمر حكيم .

ويجري إحياء ليلة القدر من بلدان العالم الإسلامي، صلاة قائمة في أجواء إيمانية مشبعة بالعبادة من الصلاة بالمساجد، من وقت صلاة العشاء، إلى مطلع الفجر من وقت السحر الذي تختتم به الصلاة، والدخول في وقت الصوم الرمضاني بعد صلاة الصبح .

ويعتبر إحياؤها من ليلة ختم القرآن بالقراءة، من العبادة بالصلوات القائمة من صوم شهر رمضان المبارك، حيث يتفرغ المسلمون بعد قضائها لحاجيات متطلبات الاحتفال بعيد الفطر، الذين يستعدون إليه من غياب الهلال عن مداره العام بالأفق، إلى جهة مداره اليومي بالشهر من الاستهلال، ومن أولويات العيد على الصائم إخراج زكاة الفطر، بعد ثبوت رؤية هلال العيد .

المغرب من ليلة القدر :

شأن المغرب من ليلة القدر، كسائر البلدان الإسلامية، غير أن مايميزإحيائها من الساحة الاجتماعية، الحركة الذائبة من الأسواق، والمساجد، وبيوت الساكنة التي يعيش أفرادها أجواء احتفالية من البيت وبالمسجد ومن الساحات العمومية، يحلو فيها السهر، والتنقل بين أماكن العبادة، وجوانب الشارع الذي تشع منه الأنوار بالفضاء العام، وفيه تلوح بين المارة بشائر المباركة التي تلقي بالتحية من أريحية المقابلة اللائقة من أجواء الليلة .

ومن الوجهة الرسمية، يعتبر إحياء الليلة من أولويات النظام الإسلامي بالمغرب، الذي يرعاه أمير المؤمنين جلالة الملك سبط الرسول الأمين، الذي يحيي الليلة في أجواء من الصلاة وختم الدروس الحسنية الرمضانية، التي تقام بالمناسبة الدينية ويترأسها جلالته في حفل ديني لائق بإمارة المؤمنين بالحديث النبوي من صحيح البخاري قراءة مئوية جماعية جهرية : تسبيحا لله وحمدا له، من حديث السبح، إلى جانب الدعاء الصالح لأمير المؤمنين، والرحمة على أرواح السلف الصالح من المؤمنين .

بعد ذلك يتقدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أمام حضرة صاحب الجلالة، بالمناداة على المتوجين الفائزين بالجوائز التكريمية، في الشؤون الإسلامية، والتي يتسلمونها من ايدي امير المؤمنين، وهي جوائز مفتوحة للتباري والمنافسة بين الناشئة من الصغار، وعلى مستوى الكبار من الذكور والإناث .

ويجري حفل إحياء الليلة المباركة بالمناسبة الدينية الخالدة التي يترأسها أمير المؤمنين مرفوقا بولي العهد وأصحاب السمو أمراء الدوحة العلوية الشريفة، إلى جانب رئيس الحكومة، ورئيسا مجلسي النواب والمستشارين ومستشارو جلالة الملك والوزراء وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية وسامي الشخصيات المدنية والعسكرية .

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني