طيور من حواضر السواحل

 

نخص بالطيور الفصيل الذي يحلق في الفضاء، يسعى للبحث عن الغذاء من النهار، وينام من الليل، من عش يبنيه، ويحتضن منه فراغه، أو من مخابئ يركن منها من ظلمة الليل .

 

وهاته الطيور هي أقرب الى الأليفة، من تواجدها بالوسط العمراني من الحياة البشرية، لعوامل الغذاء والاستقرار من المجال المشترك مع الانسان .

 

وقد جرني للحديث عن هذه الأنواع على سبيل الذكر، استقرارها من الوسط الحضري، وتواجدها في تعايش ووقار مع الانسان، ومع بعضها البعض، الا ما كان منها مهدد من نوع مفترس .

 

وهاته الطيور منها ذات الطبيعة البحرية من الوسط الساحلي، كالنوارس البحرية، ومنها الطيور المهاجرة، كاللقالق البرية، وايضا طيور المناطق الرطبة المسماة طائرة البقر، ثم طيور الحمام الطوبي .

 

طيور النوارس الشاطئية :

 

هي طيور مائية حجمية، تأخذ لون ريشها من الفضاء الرمادي وزبد البحر الابيض، تتغذى على الأسماك، يوم كانت اسماك السطح الشاطئية، يقدف بها المد البحري الى الشاطئ الرملي حيث تتوحل، وتلتقطها الطيور البحرية، قبل أن يتوغل الانسان بمراكب الصيد من العمق البحري، حيث أصبحت تلك الطيور تنتظر المراكب البحرية، لترفرف نحوها طلبا للغذاء الذي افقدته من نشاط الصيد البشري .

 

وتعتبر هذه الطيور ذات الطبيعة الغذائية من البحر، أقدم أنواع الطير من المنطقة البحرية المحاذية لليابسة .

 

وهي طيور بعيدة عن مطاردة الانسان، ولا تبتعد عن الشواطئ، ويغلب على مبيتها أنها تلتف جماعة من مناطق آمنة، ولا تبني الأعشاش كالطيور البرية .

 

طيور اللقالق المهاجرة :

 

هي من الطيور المهاجرة، من المناطق الباردة الى المناطق المعتدلة، ومن المناطق المعتدلة الى المناطق الرطبة، حيث يعيش على الزواحف والاحياء الرطبة، طائر عالي البنية، ذو جناحين سوداوين يغطيان بياض ريشه من بنية الجسم، ذو منقار طويل، يتداعب به مع نفسه ومع فصيله، بأصوات مدوية، لقلاقة : جارية الصوت على المنقار، لق، لق . والتي اكتسب منها لدى الانسان اسم الطائر اللقلاق يرعى من المروج الرطبة، ويبني عشه من الأماكن العالية كالأشجار من الأماكن المعمورة .

 

طائرة البقر :

 

طائر خفيف البنية يكسوه البياض، يرعى من الولوج الخضراء الرطبة الغنية العشب من مراعي الابقار، ومن الوسط الرعوي أطلق عليه الفلاحون اسم طائرة البقر، ترعى على الأحياء من التربة الرطبة، وهي نحيفة الجسم، ترعى وتعيش في شكل أسراب جماعية، تعيش بجانب بعضها كالطيور الداجنة من الرعي والمبيت، من أماكن مهجورة، تحمي منها نفسها، كأطلال شالة الأثرية .

 

طيور الحمام الطوبي :

 

هو طائر الحمام من الوسط الحضري، الذي يعيش من جحور الأسوار العتيقة، يلتقط الطعام من أيدي الساكنة، ويشرب من المياه العمومية، ينتشر جماعات، ويفترق من اعشاش المبيت وتربية الفراخ .

 

وطيور الحمام ذات تاريخ من حياة الانسان، فقد استعمل عبر التاريخ أداة للتواصل ونقل رسائل البريد الزاجل عبر الجهات والأقطار وكانت اماكن نزوله أبراج الحواضر من الأسوار، استخدم في التواصل بين افريقيا وأوروبا عهد الحضارة العربية من البلاد الايبيرية، وبين المشرق العربي والبلاد المغاربية .

 

ويوم حلت تقنيات التواصل محل خدمات الزاجل، تلاشت أدواره، دون ان يفارق اوكاره من أسوار الحواضر التي احتضنته من البرية، بعد أن فقد ادواره التواصلية، والرعاية التربوية، يعيش حياة البرية، في وقار وتعايش مع الحياة البشرية .

 

غير أن جحور هاته الطيور التي تحتضن الفراخ العارية، تتعرض من جحورها لهجمات صقور الفراخ، التي تلتهمها في غياب حاضنيها من العش، كما الشأن من محطة القطار من الرباط .

 

وهكذا إن تتزين مدينة الأنوار بالنشاط البشري، فإنها لا تخلوا من حياة بيئية طبيعية وتاريخية، تجد منها الطيور البرية والبحرية، الملاذ الحيوي للعيش الى جانب الانسان من وسط عمراني، تجري فيه الحياة من الارض، وترفرف من فضائه طيور البر والبحر على ضفتي النهر .

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني