مناخ أكتوبر 1988 يخيم على الجزائر في ظل الغياب التام لرأس النظام

كواليس اليوم: مكتب الرباط
سيبقى السؤال حول مصير الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وحقيقة وضعه الصحي ، السؤال الذي يفرض نفسه على الساحة السياسية الجزائرية.
ففي بلد يواجه عدة تحديات صعبة وأوضاعا معقدة، ومخاطر أمنية جمة، تفتقر البلاد لرئيس فعلي يمارس مهامه، ويمتلك القدرة الصحية، والجاهزية العقلية للتعاطي مع الأوضاع المتأزمة التي تعيشها البلاد.
أمام هذا الغموض، تقوم المعارضة الجزائرية بمهام الضغط على مراكز النفوذ للخروج من مأزق الرئيس المريض فعليا، والرئيس السليم والمعافى من وجهة نظر رئيس الحكومة وبعض كبار المسؤولين الذين يستفيدون من مرض الرئيس في الاستيلاء على صلاحياته، واستغلال النفوذ في ظل الفراغ في رأس هرم الدولة. لكن ذلك لا يمنع في الحقيقة من طرح السؤال حول وضع الرئيس الصحي وسبب اختفائه؟
لم يعد خافيا على أحد أن الجزائر تعيش برئيس شبح، لا يقوى على ممارسة مهامه، كما لا يستطيع الانصراف إلى حال سبيله ليرتاح ويموت بسلام كما ينهي جميع الناس حياتهم، حين تتدهور قدراتهم الصحية.
بوتفليقة يتحدى الطبيعة، وكبار المسؤولين الجزائريين يتحدون الشعب الجزائري، أو بالأحرى يضحكون عليه، عندما يتحدث بعض المسؤولين عن صحة الرئيس وبكونه بعافية وبخير وأحسن من 40 مليون جزائري.
وعندما يتحدث المسؤولين الجزائريين عن صحة الرئيس وأنه بخير، فإن الإعلام الجزائري لا يمنح بالمقابل الكلمة بالشعب ليطالب بظهور الرئيس ليستمر فرض رأي واحد وموقف واحد هو بالطبع للماسكين بزمام الأمور.
ورغم كل الخطط والمناورات المفتعلة والتي تحاول استبلاد ذكاء المواطن الجزائري بالحديث عن خلافات بين الرئيس والجيش بخصوص بعض القضايا، فإن واقع الحال يؤكد أن بوتفليقة لا يستطيع أن يغير ملابسه وبالتالي فإن جل انشغاله بصحته، ومن لا يملك القدرة على التحرك فإنه عاجز عن الفعل.
هناك أكثر من محاولة لإظهار أن بوتفليقة بخير، وأنه يمارس مهامه، في مقابل إلحاح دائم من قوى المعارضة، ومن عدة جهات في الجزائر تنبه إلى خطورة الوضع الصحي للجزائر، وانعكاس ذلك على استقرار البلاد التي تعيش نفس أجواء 5 أكتوبر 1988، لأن المؤشرات المسجلة مقلقة بالفعل رغم كل مساحيق التجميل التي تستعملها السلطة.

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني