في مشهد صادم أحرج السلطة القضائية الأمريكية وأثار جدلاً واسعاً، نشر كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، صورة على حسابه بمنصة “إكس” (تويتر سابقاً)، توثق لحظة اعتقال قاضية محكمة مقاطعة ميلووكي، هانا دوغان، بعد توجيه تهم ثقيلة إليها تتعلق بتهريب مهاجر غير شرعي من قاعة المحكمة.
وفي الصورة المثيرة للجدل، ظهرت القاضية مكبلة اليدين، وهي تُقتاد إلى سيارة الشرطة، في لحظة تختزل حجم الصدمة التي خلفها هذا التطور. وأرفق باتيل الصورة بتعليق حازم: “لا أحد فوق القانون”، في رسالة مباشرة تؤكد أن القانون الأمريكي يطبق على الجميع دون استثناء.
وبحسب تأكيدات بن ويليامسون، مساعد مدير الشؤون العامة بمكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن التهم الموجهة إلى القاضية دوغان تتمثل في “عرقلة سير العدالة” و”إخفاء شخص مطلوب للاعتقال”، وهي تهم خطيرة قد تهدد مسارها المهني برمته.
وقد ألقت السلطات الفيدرالية القبض على القاضية دوغان يوم الجمعة، قبل أن يتم الإفراج عنها لاحقاً بعد مثولها الأولي أمام المحكمة. وخلال الجلسة، عبّر محاميها عن “أسف” موكلته لما حدث، مشيراً إلى أنها “تعترض بشدة” على الطريقة التي تم بها تنفيذ اعتقالها، وفق ما أوردته وكالة أسوشيتد برس.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى اتهام القاضية بتسهيل هروب مهاجر غير شرعي كان يُفترض أن يتم اعتقاله في قاعة المحكمة، في سلوك يضرب عرض الحائط بالثقة المفترضة في نزاهة واستقلال القضاء.
وتأتي هذه الفضيحة في وقت حساس بالولايات المتحدة، حيث ترتفع الأصوات المطالبة بتشديد الرقابة والمساءلة داخل النظام القضائي، لتفادي تكرار مثل هذه الانزلاقات التي تهدد ثقة الرأي العام في المؤسسات.