مرة أخرى، يواصل المدعو هشام جيراندو تهجمه الأرعن على مؤسسات الدولة ورجالاتها، في محاولة مفضوحة للتشويش على عمل أمني احترافي، وللتغطية على تورطه العائلي والشخصي في ملفات ابتزاز وتشهير كشفتها محاكم المملكة بالأدلة والحجج.
جيراندو، وفي آخر خرجاته، لم يجد حرجا في اتهام رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية هشام باعلي بالتواطؤ أو بغض الطرف عن تهريب المخدرات، وهي تهمة خطيرة لا يجرؤ على إطلاقها سوى من اعتاد الافتراء، ووجد نفسه محاصرا بالحقائق والأحكام القضائية الصادرة في حق محيطه العائلي المقرب.
لكن الحقيقة التي يحاول جيراندو القفز فوقها، هي أن هذا المسؤول الأمني معروف بنزاهته ومهنيته، وبصمته القوية في تفكيك أخطر الشبكات الإجرامية، ضمن منظومة أمنية تشتغل وفق القانون، وتخضع لرقابة صارمة، وتلتزم بأعلى معايير الاحتراف والشفافية.
اتهامات جيراندو لا تستهدف شخصًا، بل تضرب في صميم مؤسسة وطنية تشتغل في صمت، وتؤمن بأن خدمة الوطن تقتضي التضحية، لا الصراخ من وراء الشاشات. وهي كذلك محاولات بائسة لتوجيه الأنظار بعيدًا عن الأحكام القضائية الثقيلة الصادرة بحق أقاربه في ملفات تتعلق بالابتزاز، ونشر الإشاعات، وإهانة مؤسسات الدولة.
في خضم الحملة الجديدة المسمومة التي يشنها المدعو هشام جيراندو من خارج أرض الوطن، والتي لم تسلم منها حتى الأجهزة الأمنية والعسكرية الوطنية، لا يحتاج رجال الأمن الوطني والدرك الملكي لشهادة من أحد، فهم رمز للالتزام والانضباط، ومثال في التضحية من أجل هذا الوطن.
وقد طالت سهام جيراندو المغرضة مسؤولين أمنيين ودركيين يشتغلون في صمت ونكران ذات، لا لشيء سوى لأنهم يؤدون واجبهم الوطني، في إطار القانون، ووفقا للمهام الموكلة إليهم بموجب الدستور وروح المرفق العام، غير مبالين بالضجيج الإلكتروني ولا بمن اعتاد تحويل الافتراء إلى أداة للارتزاق الإعلامي الرخيص.
إن مؤسسات الأمن والدرك الملكي، ومن خلال عملها اليومي في جميع ربوع المملكة، تجسد روح التضحية والإخلاص للوطن، وتشتغل بجد ومهنية عالية لضمان أمن المواطنين وسلامة الممتلكات، ولحماية السيادة الوطنية من كل التهديدات. وهذا العمل الشريف لا يمكن أن يكون محل تشكيك أو استهداف ممن فقدوا كل مصداقية، وتحولوا إلى أدوات رخيصة في معارك افتراضية لا تخدم سوى أجندات أعداء الوطن.
ولأن جيراندو أدمن بث الشائعات والاتهامات المجانية، نذكره بأن كل مسؤول أمني مغربي، أينما كان موقعه، يشتغل بروح وطنية عالية، وضمن مؤسسات تحظى بثقة ملك البلاد، وثقة الشعب المغربي، ولا تلتفت لمهاترات المتسكعين خلف الشاشات.
فكلما حققت الدولة المغربية تقدما في ملف أو محطة أمنية أو دبلوماسية، إلا وأطل علينا جيراندو بحلقة جديدة من حلقاته المملة، محاولا التشويش، لكن محاولاته باتت مكشوفة، ولم تعد تنطلي حتى على أكثر المتابعين بساطة. بل إن الرأي العام المغربي، على وعي تام بمن يشتغل للوطن، ومن يتغذى على فتات الإشاعات والتحريض.
أبناء الوطن الحقيقيين يفتخرون بمؤسساتهم، ويدركون أن هؤلاء المسؤولين الأمنيين لا يفعلون سوى أداء واجبهم بكل التزام ومسؤولية، ويخضعون للمراقبة القضائية والإدارية، ويؤمنون بسيادة القانون. أما من يريد صناعة عدو وهمي من خيرة أبناء هذا البلد، فلن يحصد سوى مزيد من العزلة والسخرية.
الرباط: كواليس